كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 10)
4162 - حدَّثنا ابن أبي مسرة، حدَّثنا القعنبي، حدَّثنا عبد العزيز ابن محمد (¬1)، عن عمرو بن يحيى، عن عبَّادِ بن تَمِيمٍ، عن عبد الله بن زَيدٍ، عنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "إنَّ إبراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ ودَعا لأهْلِها، وإنِّي حَرَّمْتُ المَديْنَةَ كَمَا حَرَّمَ إبراهِيمُ مَكَّةَ، وإنِّي أُحَرِّمُ ما بَينَ لاَبَتَيْهَا (¬2) " يعني المَدِينَةَ. (¬3)
¬_________
(¬1) الدَّرَاوَرْدي، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) اللَّابَةُ: الأرضُ الَّتِي قَدْ ألبَسَتْها حجارةٌ سودٌ.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 333).
(¬3) أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فيها بِالبَركةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَجمها (2/ 991، ح 454) عن قُتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز الدَّراوَردي، عن عمرو بن يحيى المازنيِّ به، ولكن زاد: "وإنّيَ دعوتُ في صاعِها ومدِّها بمثليْ ما دعا به إبراهيم لأهلِ مكَّة"، وليس في لفظِه عند مسلم قوله: "وإنِّي أُحرِّمُ ما بَينَ لاَبَتَيْهَا، يعني المدينة"، ولم أقِف على أحدٍ تابعَ الدَّراوَردِيَّ عن عمرو بن يحيى المازِنيِّ على هذه الزِّيادة التي جاءت عنه من طريق القعنبي، ولم تأت عند مسلم من طريق قُتيبة بن سعيد، ولعَلَّ الدَّرَاوردي دخلَ عليه =
-[326]- = حديثٌ في حديثٍ، وانتقى الإمام مسلم أصحَّ ما رُوِي عنهُ في هذا الحديث، فقد روى الدَّراورديُّ أيضًا حديثَ رافع بن خَديجٍ -رضي الله عنه- المخرَّج في الصِّحاح من طُرق مختلفة وفيه: "إن إبراهيم حرَّم مكَّة، واني أحرّم ما بين لابتَيها، يريدُ المدينة"، رواه الطَّبرانِيُّ أيضًا في المُعجم الكبير (4/ 258) عنْ أبي حُصين القاضِي، عن يحيى الحمانِي، عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي عن يزيد بن الهَاد عن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن رافع بن خديج عن النّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- به، والدَّراورديُّ ضعَّفه الأئمة وتكلَّموا في حفظه. انظر ترجمته في (ح / 3551).