كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 10)

[باب التَّرغِيبِ في سُكْنَى المدينةِ والصبرِ علَى لأوَائِها] (¬1)
¬_________
(¬1) سقطت ترجمةُ البابِ وإسنادُ الحديثِ الأول، أما ترجمةُ الباب فقد أضفتُها من تبويب الإمام النووي -رحمه الله- على صحيح مسلمٍ لدَلالة أحاديث الباب عليها، وأما إسنادُ الحديث فاستدركتُه من إتحاف المهرة (9/ 397، ح 11533)، لأنَّ الأسانيد التي ذكرها الحافظ ابن حجر لهذا الحديث وعزاها إلى أبي عوانة، كُلُّها موجودة في النسخة الخطِّية ما عدا هذا الإسناد فإنَّه الوحيدُ الذي سقط من الأصل، ولذا فهذا الموضع موضِعُه الأكيد، ويدلُّ عليه قول أبي عوانة في الحديث التالي ح / 4177: "بمثل حديث مالكٍ مطوَّلًا"، وقد أخرجه الإمام مالك في موطئه بهذا الإسناد، كما أخرجه مسلم أيضًا من طريق مالك.
4176 - [عن يُونُس (¬1) وعمرو الشَّعْبَانِي (¬2)، كلاهمُا عن ابن وهب، عن مالك (¬3)، عن قَطَن بن وهب بن عُويمِر بن الأجْدع، عن يُحنَّسَ مولَى
-[346]- الزُّبيرِ بن العَوَّامِ، عن عبد الله بن عُمر، سمَعتُ (¬4)] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقُول: "لاَ يَصْبِرُ عَلَى لأْوَائِها (¬5) وَشِدَّتِها [أحدٌ] (¬6) إلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شفِيعًا يَوْمَ القِيَامَةِ" (¬7).
¬_________
(¬1) ابن عبد الأعلى.
(¬2) هو: عمرو بن سعد بن عمرو بن علقمة الشَّعبانِي أبو ثَور.
ذكره ابن مأكُولا في الإكمال (4/ 546)، وقال: "يروي عن ابن وهب"، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/ 418) في شُيوخ أبي عوانة، ووصفه بـ "صاحب ابن وهب"، ولم أقفْ فيه على جرحٍ أو تعديل.
(¬3) موضِعُ الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطئه (4/ 251، ح 1747) من طريق يحيى اللَّيثي، عنه، عن قَطَن بن وهب، أنَّ يُحَنَّس مولَى الزُّبيرِ بن العَوَّام: أخبرَهُ أنَّه كانَ جَالِسًا عندَ عبد الله بن عُمر في الفِتْنَةِ فَأتَتْهُ مولاةٌ لهُ تُسلّمُ عليه، فقالتْ: إِنِّي أردتُ الخُروجَ يَا أبا عبد الرحمن اشتَدَّ علينَا الزَّمَانُ، فقالَ لَها عبد الله بن عُمرَ: اقْعُدِي لُكَعُ، فإِنِّي سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لاَ يَصْبِرُ علَى لأْوَائِها وَشِدَّتِها أحدٌ إلَّا كنتُ لهُ =
-[346]- = شَفِيعًا أوْ شَهِيدًا يومَ القِيَامَةِ"، هكذا لفظُ يحيى اللَّيثي وحده عن مالكٍ، والصَّواب: لَكَاعِ كما رواه غيره عنه مالك، يُقال: امرأة لَكَاعِ ورجلٌ لُكَعُ.
انظر: المقتضب (3/ 374)، إصلاح المنطق (ص 296)، خزانة الأدب (2/ 357)، المغرب في ترتيب المعرب (2/ 249)، تهذيب اللُّغة (1/ 20)، تهذيب الأسماء (3/ 307).
(¬4) أضفتُ كلمة "سمعتُ" لأنَّها الأنسب في هذا الموضع ويقتضيها السِّياق، وجاءت في حديث مالك في موطئه وفي صحيح مسلم.
(¬5) اللأْواء: الشِدَّة وَضِيقُ المعيشةِ.
انظر: النهاية في غريب الحديث (4/ 221).
(¬6) ما بين المعقوفَين سقَطَ من نُسخة (م) ويقتضِي السِّياقُ وُجُودَه، وجاء في المصادرِ الحَدِيثِيَّة التي أخرجت الحديث.
(¬7) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب التَّرغيب في سُكنى المدينة والصبر على لأوائها (2/ 1004، ح 482) عن يحيى بن يحيى النَّيسابُوريِّ، عن مالكٍ به.

الصفحة 345