كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 10)

4188 - حدَّثنا يُونُس (¬1)، وأبو ثَوْر الإسْكَنْدَرَانِيُّ (¬2)، قالا: حدَّثنا ابن وهب، أنَّ مالكًا (¬3) أخبرَهُ، عن محمد بن المُنْكَدِرِ، عن جَابرِ بن عبد الله، أنَّ أعرابِيا بَايَعَ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- علَى الإِسْلاَمِ، فأصابَ الأعْرَابِيَّ وَعَكٌ (¬4) بالمدينَةِ، فأتَى النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: يا رسول الله، أقِلْنِي بيعَتِي، (فأبَى) (¬5)، ثُمَّ جاءَهُ فقال: أَقِلْنِي (¬6) بَيْعَتِي (فَأَبَى)، ثُمَّ جَاءَهُ فقالَ: أَقِلْنِي
-[358]- بَيْعَتِي (فَأَبَى) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ فقالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّمَا المَدِيْنَة كالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها وَينْصَعُ (¬7) طِيْبُهَا". (¬8)
¬_________
(¬1) ابن عبد الأعلى.
(¬2) هو: عمرو بن سعد الشِّعْبانِي، أبو ثَور الإسكندراني، تقدَّم الكلام عليه.
(¬3) موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطئه (4/ 251 - 252، ح 1748) من طريق يحيى اللَّيثي عنه بهذا الإسناد.
(¬4) الوَعَكُ: -بفتح الواو والعين المهملة وسكونها- هُو الحُمَّى، وقِيل: المُها.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 291)، النهاية في غريب الحديث (5/ 206).
(¬5) ما بين القَوسَين تصحَّفَ في نسخة (م) إلى "أتى" في ثَلاثةِ مواضِعَ من الحديث، والسِّياق يدلُّ على ذلك.
(¬6) أقِلْني بَيعَتي: أي وافِقْنِي على نقضِ البَيْعة.
انظر: النهاية في غريب الحديث (4/ 134).
(¬7) يَنْصَعُ طِيْبُها: أي يخلُصُ ويصفُو، وقيل يبقى ويظهرُ، وقرأها بعضُ العلماء بفتح الطَّاء وتشديد الياء مع كسرها: "ينْصَعُ طيبُّها" وهو صحيحٌ أيضًا، كما يصحُّ أن تصيرَ الجملة فعلا ومفعولا: تَنصَعُ طِيبَها: أي تُخلصه، وتَنْصَعُ طيِّبَها، وجاء في بعض الرِّوايات بالباء والضاد: يَبْضُعُ، والكلمتان (ينصع طيبها) غير واضحتين في النُّسخة الخطيَّة لأبي عوانة.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 324)، النهاية في غريب الحديث (5/ 64).
(¬8) أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب المدينة تَنفي شرارَها (2/ 1006، ح 489) عن يحيى بن يحيى.
وأخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الأحكام -باب بيعة الأعراب (ص 1242، ح 7209) عن القعنبي، وفي الكتاب نفسه في باب من بايع ثمَّ استقالَ البيعة (ص 1242، ح 7211) عن عبد الله بن يوسف، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسُّنّة -باب ما ذكر النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وحضَّ على اتفاق أهل العلم، وما اجتمع عليه الحرمان مكِّة والمدينة (ص 2160، ح 7322) عن إسماعيل بن أبي أويسٍ، أربعتُهم عن مالكٍ به.
من فوائد الاستخراج: تصريح الإمام مالك بالتحديث، بينما عنعنَ لدى مسلم.

الصفحة 357