كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 10)

بابُ بَيَانِ الإباحةِ لِلْمُحرِم أن يُهِلَّ كإهلالِ منْ تَقَدَّمه في الإحرامِ من غيرِ أنْ يعلمَ بِمَا أهَلَّ، والدليلُ على أنَّ المُهلَّ بِه إذا لم يكنْ معَه الهديُ وكانَ المقْتَدَى بِه ساقَ الهديَ أنَّ عليهِ أنْ يَجْعَلَها عمْرَةً، ثُم يُهلَّ بِالحجِّ يَوم التَّرْوِية، وأنه إِنْ كان مَعَه الهديُ ثبتَ على إحرامِه وأهَدى بِإهلالِه، وعلى أنَّه إنْ ساقَ الهدْيَ ولم يَكُنْ المقتدَى [به سَاقَه] (¬1) لَمْ يَقْتَدَ بِه وثبتَ على إحرامِه، وبيانُ مَنْزِلِ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- بِمكَّةَ في مقامِه بِها
¬_________
(¬1) ما بين المعقُوفين سقط من نسخة (م)، والسِّياق يدلُّ عليه.
3837 - حدَّثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزِّي، حدَّثنا الفِرْيابي، ح.
وحدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا قبيصة قالا: حدَّثنا سُفيانَ (¬1)، عن قَيْسِ ابن مسلم، عن طارقِ بن شِهاب، عن أبي موسى الأشْعري قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى قومِ باليمنِ فجئتُ وهو بالبَطْحَاءِ فقال: "بِمَ أهلَلْتَ؟ " قلتُ: كإهلالِ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: "هلْ معكَ من هدْيٍ؟ " قلتُ: لا، "فأمرَنِي فطُفتُ بِالبيتِ وبالصَّفا والمَرْوَة، ثُمَّ أَمَرَني فَأَحْلَلْتُ" فأتيتُ امرأةً من قومِي فمشطتْنِي أو غسلتْ رأسِي، قال:
-[6]- فأفتَيْتُ النَّاسَ بذلِك في إمارةِ أبِي بكرٍ وعُمرَ -رضي الله عنهما-، قال: فجاء رجلٌ فَسَارَّنِي وأنا بالمَوْسِمِ فقال: إنَّك لا تدري ما أحدثَ أميرُ المُؤْمِنِين في شأنِ النُّسُكِ؟ فقلتُ: يا أيُّها النَّاس من أفتيناهُ فَلْيَتَّئِدْ، هذا أميرُ المُؤمِنِين عُمرُ عليكم قادمٌ فَبِه فَأْتَمُّوا، قال: فَقَدِم عمرُ، فقلتُ: ماذا أحدثْتَ في شأنِ النُّسُكِ؟ [قال] (¬2): "إنْ تَأْخُذْ بِكِتَابِ الله فإنَّه يأمُر بالتَّمامِ فإنَّ الله تباركَ وتعالَى قال: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (¬3) وإنْ تأخُذْ بِسُنَّةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنَّه لَمْ يَحِلَّ حتَّى نَحَرَ الهَدْيَ" (¬4).
¬_________
(¬1) الثوري، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركتُه من متن صحيح مسلم (2/ 895)، والسِّياق يدُلُّ على السَّقط أيضًا.
(¬3) سورة البقرة، الآية رقم: 196.
(¬4) أخرجَه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب في نكاح التحلُّلِ من الإحرام والأمرِ بالتَّمام (2/ 895، ح 155) عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، وأخرجه البُخاري في كتاب الحج -باب من أهلَّ في زمنِ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- كإهلالِ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- (ص 252، ح 1559) عن محمد بن يوسف كلاهما عن سفيان الثوري به، وسبقَ أن أخرجه المصنِّفُ (ح / 3815) من طرُقٍ عديدة عن شُعبة عن قيس بن مسلم به.
من فوائد الاستخراج:
• ذكر نسبة أبي موسى -رضي الله عنه- "الأشعري".
• زيادة طريقين عن سفيان الثوري.
• تساوي عدد رجال إسنادي المصنِّف مع إسناد مسلم، وهذا "مساواة".

الصفحة 5