كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 10)

بابُ بيانِ إبَاحَةِ الرُّكُوبِ في الطَّوافِ بينَ الصَّفا والمرْوَةِ، وأنَّ المَشيَ والسَّعْي بينهُما أفْضَل، وذكْرُ العِلةِ الَّتِي لَهَا رَكِبَ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- في طَوافِه بينَهُما، والعِلة الّتي لَها أمرَ بِالسَّعيِ بينهُما
3915 - حدَّثنا الجُرجَانِي، حدَّثنا عبد الرَّزَّاق، أخبرنا سُفيان، عن العَلاء بن أبي العبَّاس (¬1)، عن أبي الطُّفيل (¬2) قال: قلتُ لابن عبَّاس: إنَّ قومكَ زعمُوا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رَمَلَ، قال: "صدَقوا وكذَبوا" وذكرَ الحديث (¬3).
¬_________
(¬1) هو: العلاء بن أبي العباس، الشَّاعر المكِّي، واسم أبي العبَّاس السَّائِب بن فَرُّوخ مولى بني الدِّيل.
(¬2) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬3) انظر تخريج الحديث التالي.
3916 - حدَّثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، حدَّثنا يزيد ابن هارون (¬1)، حدَّثنا الجُريري (¬2)، قال: حدَّثنا أبو الطُّفيل عامر بن واثِلة ونحنُ نطوفُ بالبيتِ قال: قلتُ لابن عبَّاس: أرأيتَ الرَّملَ بالبيتِ ثلاثةَ أشواطٍ رملًا وأربعًا مَشْيًا قال: قومُك يزعُمون أنَّها سُنَّة، قال: صَدَقوا وكَذبُوا،
-[77]- قال: قلتُ: ما صدقُوا وكذبُوا؟ قال: جاءَ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلمَّا سَمِع أهلُ مكَّة وكانوا قوما حُسَّدًا قالوا: انظُروا إلى أصحابِ محمد لا يستطيعون أن يطوفُوا بالبيت من الهَزْلِ، فقال النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَرُوهُم ما يَكْرَهُون" قلتُ: أرأيتَ الرُّكوبَ بين الصَّفا والمروة؟ قال: قومٌ يزعُمون أنَّها سُنَّة، قال: صدقُوا وكذَبُوا، قلتُ: ما صدقُوا وما كذَبُوا؛ قال: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهُو يريدُ أنْ يسعَى بين الصَّفا والمروة، خرجَ أهلُ مكة، فخرجُوا حتَّى خرجَتِ العوَاتِقُ (¬3)، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يُضرَبُ أحدٌ عنده ولا يُدَّعُون (¬4)، فدعا بِراحِلَتِه فرَكِبَ، ولو تُرِكَ كان المشيُ أحبَّ إليه (¬5).
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) سعيد بن إِياسٍ الجُرَيْرِي -بضَمِّ الجيم، مصغّر-.
(¬3) العواتِقُ: جمع عاتِق، والعواتِق من النِّساء الجواري اللاتي أدركن البلوغ.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 66)، النهاية في غريب الحديث (3/ 179).
(¬4) يُدَّعُون: -بضم المثناة التحتية، وتشديد الدال المفتوحة- أيْ لا يُدْفَعون عنه ولا يُمنعون.
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 469).
(¬5) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة ... (2/ 922، ح 237) عن محمد بن المثنى، عن يزيد بن هارون، وعن أبي كامل فضيل بن حسين الجحدري، عن عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن الجريري به، محيلا متن حديث يزيد بن هارون على حديث عبد الواحد بن زياد.
من فوائد الاستخراج:
• تقييد المهمل يزيد، بأنه ابن هارون.
• ذكر اسم أبي الطُّفيل: عامر بن واثلة. =
-[78]- = • بيان المتن المحال به عند مسلم على متن آخر.

الصفحة 76