كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 10)

3921 - حدَّثنا أبو علي الزعفراني، حدَّثنا يحيى بن سُليم (¬1)، حدَّثنا عبد الله بن عُثمان بن خُثَيْم، عن أبي الطُّفَيل، عن عبد الله بن عبَّاس (¬2)، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا نزل من [الظَّهْرَان] (¬3) في صُلْحِ قُريشٍ بلغَ
-[83]- أصحابَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ قُريشًا تقولُ: ما نُتَابعِ (¬4) أصحابَ محمَّد ضَعْفًا وهَزْلًا، وقال أصحابُ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، لَوِ انْتَحَرْنَا ظَهْرَنَا، فأكلْنا من لُحُومِها وشُحُومِها وحَسَوْنَا من المَرَقِ أصبَحْنَا غدًا إذا غَدْوَنا عليهم وبنَا عليهِم جَمَامٌ (¬5)، قال: "لا، ولكِن ائْتُوني بِمَا فَضَلَ من أزْوَادكم" فَبَسَطُوا أنْطَاعَهُم (¬6)، ثُمَّ صَبُّوا علَيْهَا فُضُولَ ما فَضَلَ من أزْوَادِهِم في جُرُبهِم (¬7)، ثُمَّ غَدَوْا على القَوْمَ، فقالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لاَ يَرَى القومُ فِيكُم غَمِيْزَةً (¬8) " فاضْطَبَعَ (¬9) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
-[84]- وأصحابُه، ورَمَلُوا ثلاثةَ أشْواطٍ، ومشوا أربعةً، فكانتْ قريشٌ والمشركونَ في الحِجْرِ عنْد دارِ النَّدْوَة، وكانَ أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذا تَغَيَّبُوا منْهُم عندَ الرُّكْنِ اليَمَانِيِّ والأسْودِ مَشوا، ثُمَّ يَطَّلِعُوا عليهِم تقُولُ قُرَيْشٌ: والله لَكَأَنَّهُم الغِزْلانُ، فكانت سُنَّةً (¬10).
¬_________
(¬1) هُو: يحيى بن سُليم الطَّائِفي.
وثَّقه ابن معين، وابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كان يخطئ".
وقال أبو حاتم: "شيخ محله الصدق، ولم يكن بالحافظ يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال النسائي: "ليس به بأس، وهو منكر الحديث"، وقال أبو بشر الدولابي: "ليس بالقوي".
وثقه الذهبي وذكره في الكاشف، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق سيِّئ الحفظ".
قلت: مجموع كلام الأئمة يدل على أنه يعتبر به، وقد تابعه إسماعيل بن زكريا عن عبد الله بن عثمان بن خثيم في مسند الإمام أحمد (1/ 305).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 500)، التاريخ الكبير (8/ 279)، الجرح والتعديل (9/ 156)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص 108)، معرفة الثقات (2/ 353)، الثقات (7/ 615)، تهذيب الكمال (31/ 365)، الكاشف (2/ 763)، تهذيب التهذيب (11/ 226)، تقريب التهذيب (ت 8520).
(¬2) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬3) ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركته من المصادر التي أخرجت الحديث، والسياق يدلُّ على حصول سقط في الكلام، ومرُّ الظَّهران: وادٍ فَحْلٌ منْ أَوْدِيَةِ الحجازِ يأخذُ مياهَ النَّخْلتَيْنِ فَيَمُرُّ شِمَالَ مَكَةَ على 22 كَيْلًا، ويَصُبُّ في البَحْرِ جنوبَ جِدَّة بِقُّرابَة عِشْرين كَيْلًا، وفيهِ عشراتُ العُيون بلْ كانتْ مِئَاتُها، وكذلك القُرى. =
-[83]- = انظر: معجم المعالم الجغرافية في السِّيرة النبوية (ص 288).
(¬4) هكذا اللفظ في نسخة (م)، وفي مسند الإمام أحمد (1/ 305): "يَتَبَاعَثُون"، وهو أوضح.
(¬5) جَمَام: -بفتح الجيم- الرَّاحة، حيث يكون الإنسان مجتمعا غيرَ مضطرب الأعضاء.
انظر: معجم مقاييس اللُّغة (ص 183).
(¬6) الأنْطَاع: جمعُ نِطْعٍ، وهي السُّفرة.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 11).
(¬7) الجُرُب: -بضمّ الجيم والراء- جمع جِراب، هو وِعاءٌ من جلد كالمزود ونحوه.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 144).
(¬8) الغَمِيزَة: ما يُعَاب على الإنسان.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 471)، العين (4/ 386)، المصباح المنير (2/ 453)، أساس البلاغة (ص 456).
(¬9) اضْطَبَع: اضطبع بِالثَّوب إذا جعلَه تحت إبْطِه وترك منكبَه مكشُوفًا. =
-[84]- = انظر: الفائق للزمخشري (2/ 327).
(¬10) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة ... (2/ 923) عن أبي الربيع الزهراني، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب كيف كان بدء الرَّمل (ص 260، ح 1902) عن سليمان بن حرب، كلاهما عن حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس به مختصرا، وليس فيهما قصة بسط الأنطاع، وأخرجه أبو داود في سننه (ص 218، ح 1889) عن محمد بن سليمان الأنباري، عن يحيى بن سليم به مختصرا أيضا، وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 305) عن محمد بن الصبَّاح، عن إسماعيل بن زكريا، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (9/ 120) عن الحسن بن سفيان، عن العباس بن الوليد، عن يحيى بن سليم، كلاهما عن عبد الله بن عُثمان بن خُثَيْم بِنَحو لفظ المصنِّف.
من فوائد الاستخراج: في حديث المصنِّف زيادةٌ صحيحةٌ لم ترد عند المصنِّف.

الصفحة 82