كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 10)
34- عَبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
8389- أَخبَرنا عَمْرُو بنُ عَليٍّ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ، قَالَ: حَدثنا الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، عَن خَالِدِ بنِ سُمَيْرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبدُ اللهِ بنُ رَبَاحٍ فَأَتَيْتُهُ وَكَانَتِ الأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ، فَقَالَ: حَدثنا أَبو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، فَارِسُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم جَيْشَ الأُمَرَاءِ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ، فَجَعفَرُ بنُ أَبي طَالِبٍ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعفَرُ، فَعَبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ، فَوَثَبَ جَعفَرٌ فَقَالَ: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي مَا كُنْتُ أَرْهَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا، فَقَالَ: امْضِ، فَإِنَّكَ لا تَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ خَيْرٌ؟ فَانْطَلَقُوا، فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم صَعِدَ المِنْبَرَ، وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى الصَّلاةَ جَامِعَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: أَلا أُخْبِرُكُمْ عَن جَيْشِكُمْ هَذَا الغَازِي؟ إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا، فَلَقُوا العَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعفَرُ بنُ أَبي طَالِبٍ، فَشَدَّ عَلَى القَوْمِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، أَشْهَدُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ، فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الأُمَرَاءِ، هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم إِصْبُعَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ، فَانْتَصِرْ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: انْفِرُوا فَأَمِدُّوا (1) إِخْوَانَكُمْ، وَلا يَخْتَلِفَنَّ أَحَدٌ، فَنَفَرَ النَّاسُ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ مُشَاةً وَرُكْبَانًا.
_حاشية__________
(1) في طبعة التأصيل: «فأمروا» والمثبت عن طبعة الرسالة (8192).
الصفحة 246