كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 10)
73- مُشَاوَرَةُ الإِمَامِ النَّاسَ إِذَا كَثُرَ العَدُوُّ وَقَلَّ مَنْ مَعَهُ.
8836- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدثنا خَالِدٌ، قَالَ: حَدثنا حُمَيْدٌ، عَن أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم سَارَ إِلَى بَدْرٍ، فَاسْتَشَارَ المُسْلِمِينَ فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَبو بَكْرٍ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ عُمَرُ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ: إِيَّاكُمْ يُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، قَالُوا: إِذًا لا نَقُولُ مَا قَالَتْ بَنُو إِسرَائِيلَ لِمُوسَى: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا إِلَى برْكِ الغِمَادِ لاتَّبَعْنَاكَ.
8837- أَخبَرنا سَعِيدُ بنُ عَبدِ الرَّحمَنِ المخزومي، قَالَ: حَدثنا سُفيانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَثَبَّتَنِي مَعْمَرٌ بَعْدُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ مِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنَ الحَكَمِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالا: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم عَامَ الحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا أَتَى ذَا الحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الهَدْيَ، وَأَشْعَرَهُ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا، ثُمَّ بَعَثَ عَيْنَا لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ، وَسَارَ النَّبيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم حَتَّى إِذَا كَانَ، قال أبو عبد الرحمن: وَذَكَرَ كَلِمَةً، والأَشْطَاطِ، أَتَى عَيْنُهُ فَقَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا جَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا، وَجَمَعُوا لَكَ الأَحَابِيشَ، وَإِنَّهُمْ مُقَاتِلُوكَ، وَصَادُّوكَ عَنِ البَيْتِ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: أَشِيرُوا عَلَيَّ، أَتَرَوْنَ أَنْ نَمِيلَ عَلَى ذَرَارِيِّ هَؤُلاءِ القَوْمِ الَّذِينَ أَعَانُوا عَلَيْنَا، فَإِنْ نَجَوْا يَكُونُ اللهُ قَدْ قَطَعَ عُنُقًا مِنَ الكُفَّارِ، وَإِلاَّ تَرَكْتُهُمْ مَحْرُوبِينَ مَوْتُورِينَ؟ فَقَالَ أَبو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا خَرَجْتَ لِهَذَا الوَجْهِ عَامِدًا لِهَذَا البَيْتِ، لا تُرِيدُ قِتَالَ أَحَدٍ، فَتَوَجَّهْ لَهُ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنهُ قَاتَلْنَاهُ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: امْضُوا عَلَى اسْمِ اللهِ.
الصفحة 551