كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 10)
75- الدَّعْوَةُ قَبْلَ القِتَالِ.
8840- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ بَزِيعٍ، قَالَ: حَدثنا يَزِيدُ، وَهُوَ ابنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدثنا ابنُ عَوْنٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَيَحْمِلُ الرَّجُلُ بِغَيْرِ إِذْنِ الأَمِيرِ؟ قَالَ: لا يَحْمِلُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، قَالَ: وَمَا كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الغَزْوِ، هَلْ سَمِعْتَ مِنِ (1) ابنِ عُمَرَ فِيهِ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى الإِسلامِ فِي أَوَّلِ الإِسلامِ قَبْلَ القِتَالٍ، وَأنَّ ابنَ عُمَرَ أَخْبَرَنِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم أَغَارَ عَلَى بَنِي المُصْطَلِقِ، يَعْنِي خُزَاعَةَ وَهُمْ غَارُّونَ، وَأَنْعَامُهُمْ عَلَى المَاءِ تُسْقَى، فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ، وَسَبَى سَبْيَهُمْ، وَأَخَذَ أَنْعَامَهُمْ، فَكَانَ ذَلِكَ اليَوْمُ أَصَابَ فِيهِ جُوَيْرِيَةَ
_حاشية__________
(1) قوله: «من» لم يرد في طبعة التأصيل والمثبت عن طبعة الرسالة (8531).
76- إِلامَ يُدْعَوْنَ.
8841- أَخبَرنا أَحْمَدُ بنُ سُلَيمَانَ، قَالَ: حَدثنا يَعْلَى بنُ عُبَيدٍ، قَالَ: حَدثنا إِدْرِيسُ الأَوْدِيُّ، عَن عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، عَن سُلَيمَانَ بنِ بُرَيْدَةَ، عَن أَبيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى قَوْمٍ أَمْرَهُ بِتَقْوَى اللهِ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ وَلأَصْحَابِهِ بِعَامَّةٍ، وَقَالَ: اغْزُوا بِسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، وَلا تَغْلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ المُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلاثٍ: إِلَى الإِسلامِ، فَإِنْ دَخَلُوا فِي الإِسلامِ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنهُمْ، وَإِلَى الهِجْرَةِ، فَإِنْ دَخَلُوا فِي الهِجْرَةِ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكَفَّ عَنهُمْ، وَإِنِ اخْتَارُوا الإِسلامَ وَأَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْ دِيَارِهِمْ إِلَى دَارِ الهِجْرَةِ كَانُوا كَأَعْرَابِ المُؤْمِنِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ مَا يَجْرِي عَلَى أَعْرَابِ المُؤْمِنِينَ، وَلَيْسَ لَهُمْ مِنَ الفَيْءِ وَالغَنِيمَةِ شَيْءٌ إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنْ أَبَوْا الإِسلامَ، فَادْعُهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الجِزْيَةِ، وَاقْبلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنهُمْ، فَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَقَاتِلْهُمْ، فَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ، فَأَرَادُوكَ عَلَى أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ فَلا تُنْزِلْهُمْ، وَلَكِنْ عَلَى حُكْمِكُمْ، ثُمَّ اقْضُوا فِيهِمْ بَعْدُ مَا شِئْتُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ تُصِيبُونَ حُكْمَ اللهِ أَمْ لا، وَإِنْ أَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ فَلا تُنْزِلْهُمْ، وَلَكِنْ ذِمَمِكُمْ وَذِمَمِ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ، فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ رَسُولِهِ
الصفحة 554