كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 10)

92- بِمَا يَأْمُرُهُ الإِمَامُ إِذَا دَفَعَهَا إِلَيْهِ.
8858- أَخبَرنا قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدثنا يَعْقُوبُ، عَن سُهَيلٍ، عَن أَبيهِ، عَن أَبي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيْهِ، قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: مَا أَحْبَبْتُ الإِمَارَةَ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم عَليَّ بْنَ أَبي طَالِبٍ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَقَالَ: امْشِ، وَلا تَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ، فَسَارَ عَليٌّ شَيْئًا، ثُمَّ وَقَفَ، قال أبو عبد الرحمن: وَذَكَرَ قُتَيبَةُ كَلِمَةً مَعْنَاهَا فَصَرَخَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَى مَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قَالَ: قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَقَدْ عَصَمُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ.
93- إِذَا قُتِلَ صَاحِبُ الرَّايَةِ هَلْ يَأْخُذُ الرَّايَةَ غَيْرُهُ بِغَيْرِ أَمْرِ الإِمَامِ.
8859- أَخبَرنا إِسحَاقُ بنُ مَنصُورٍ، قَالَ: أَخبَرنا وَهْبُ، قَالَ: حَدثنا أَبي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمدَ بْنَ أَبي يَعْقُوبَ يُحَدِّثُ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعْدٍ، عَن عَبدِ اللهِ بنِ جَعفَرٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم جَيْشًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَقَالَ: إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ، أَوِ اسْتُشْهِدَ، فَأَمِيرُكُمْ جَعفَرُ بنُ أَبي طَالِبٍ، فَإِنْ قُتِلَ جَعفَرٌ، أَوِ اسْتُشْهِدَ، فَأَمِيرُكُمْ عَبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ، فَلَقُوا العَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعفَرُ بنُ أَبي طَالِبٍ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، فَأَتَى خَبَرُهُمُ النَّبيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا العَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعفَرٌ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلَ آلَ جَعفَرٍ ثَلاثًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ: لا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ اليَوْمِ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي بَنِي أَخِي فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرخٌ، فَقَالَ: ادْعُوا لِي الحَلاَّقَ، فَأَمَرَهُ فَحَلَقَ رُؤوسَنَا، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا مُحَمدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبدُ اللهِ فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَشَالَهَا، فَقَالَ: اللهُمَّ اخْلُفْ جَعفَرًا فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ، ثَلاثًا.

الصفحة 569