كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 10)

112- تَمَنِّي لِقَاءِ العَدُوِّ.
8889- أَخبَرنا أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدثنا عَبدُ المَلِكِ بنُ عَمْرٍو، وَهُوَ العَقَدِيُّ، قَالَ: حَدثنا المُغِيرَةُ بنُ عَبدِ الرَّحمَنِ، عَن أَبي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا.
قَالَ أَبو عَبدِ الرَّحمَنِ: كَانَ يَحيَى بنُ مَعِينٍ يُضَعِّفُ المُغِيرَةَ بْنَ عَبدِ الرَّحمَنِ.
قَالَ أَبو عَبدِ الرَّحمَنِ: وَقَدْ نَظَرْنَا فِي حَدِيثِهِ فَلَمْ نَجَدْ شَيْئًا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ، وَيَحيَى كَانَ أَعْلَمَ مِنَّا، وَاللهُ أَعْلَمُ.
11- التَّعْبِئَةُ.
8890- أَخبَرنا زِيَادُ بنُ يَحيَى، قَالَ: حَدثنا أَبو دَاوُدَ، عَن زُهَيْرٍ (ح) وَأَخبَرنا عَمْرُو بنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدثنا أَبو دَاوُدَ، قَالَ: حَدثنا زُهَيْرٌ، عَن أَبي إِسحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ عَبدَ اللهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلاً، وَقَالَ لَهُمْ: كُونُوا مَكَانَكُمْ لا تَبْرَحُوا، وَإِنْ رَأَيْتُمُ الطَّيْرَ تَخَطَّفُنَا، قَالَ البَرَاءُ: أَنَا وَاللهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ بَادِيَاتٍ خَلاخِيلُهُنَّ قَدِ اسْتَرْخَتْ ثِيَابُهُنَّ يَصْعَدْنَ الجَبَلَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا كَانَ مَضَوْا، فَقَالَ عَبدُ اللهِ بنُ جُبَيْرٍ أَمِيرُهُمْ: كَيْفَ تَصْنَعُونَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم؟ فَمَضَوْا، فَكَانَ الَّذِي كَانَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ جَاءَ أَبو سُفيانَ بنُ حَرْبٍ فَقَالَ: أَفِيكُمْ مُحَمدٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: لا تُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: أَفِيكُمْ مُحَمدٌ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: أَفِيكُمْ مُحَمدٌ؟ الثَّالِثَةَ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَقَالَ: أَفِيكُمِ ابنُ أَبي قُحَافَةَ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَقَالَ: أَفِيكُمِ ابنُ أَبي قُحَافَةَ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: أَفِيكُمُ ابنُ الخَطَّابِ؟ حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا، فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلاءِ فَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ، هَا هُوَ ذَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، وَأَبو بَكْرٍ، وَأَنَّا أَحْيَاءٌ، وَلَكَ مِنَّا يَوْمُ سَوْءٍ، فَقَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحَرْبُ سِجَالٌ، وَقَالَ فِي حَدِيثِ زِيَادٍ: ثُمَّ قَالَ: اعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: أَجِيبُوهُ، قَالُوا: مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: قُولُوا: اللهُ أَعَزُّ، وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: اللهُ أَعَلَى وَأَجَلُّ، ثُمَّ قَالَ: لَنَا عُزَّى وَلا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: أَجِيبُوهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: اللهُ مَوْلانَا وَلا مَوْلَى لَكُمْ، ثُمَّ قَالَ أَبو سُفيانَ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ فِي القَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: لَمْ تَسُؤْنِي.

الصفحة 589