كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 10)

8934- أَخبَرنا قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدثنا اللَّيْثُ، عَن أَبي الزُّبَيْرِ، عَن جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: رُمِيَ يَوْمَ الأَحْزَابِ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ فَقَطَعُوا أَكْحَلَهُ (1)، فَحَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم بِالنَّارِ، فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ، فَتَرَكَهُ، فَنَزَفَهُ الدَّمُ، فَحَسَمَهُ أُخْرَى، فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: اللهُمَّ لا تُخْرِجْ نَفْسِي حَتَّى تَقَرَّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَاسْتَمْسَكَ عِرْقُهُ فَمَا قَطَرَ قَطْرَةً حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَحَكَمَ أَنْ يقْتَلَ رِجَالُهُمْ، وَيُسْتَحْيَى نِسَاؤُهُمْ، ويَسْتَعِينُ بِهِمُ المُسْلِمُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: أَصَبْتَ حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ، وَكَانُوا أَرْبَعَ مِئَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَتْلِهِمُ انْفَتَقَ عِرْقُهُ، فَمَاتَ.
_حاشية__________
(1) في طبعة التأصيل: «أبجله» والمثبت عن طبعة الرسالة (8626)، و«تحفة الأشراف» (2925).
146- إِنْزَالُهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، وَإِعْطَاؤُهُمْ ذِمَّةَ اللهِ عز وجل.
8935- أَخبَرنا مَحْمُودُ بنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدثنا عَبدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدثنا شُعبَةُ، قَالَ: حَدَّثني عَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ، أَنَّ سُلَيمَانَ بْنَ بُرَيْدَةَ حَدَّثَهُ عَن أَبيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ دَعَاهُ فَأَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ خَيْرًا، وَقَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ المُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلاثٍ، فَإِنْ أَجَابُوكَ إِلَيْهَا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنهُمُ، ادْعُهُمْ إِلَى الإِسلامِ، فَإِنْ فَعَلُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مَا عَلَى المُسْلِمِينَ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ المُهَاجِرِينَ، فَإِنْ فَعَلُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مَا عَلَى المُهَاجِرِينَ، فَإِنْ هُمْ أَسْلَمُوا وَاخْتَارُوا دَارَهُمْ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ كَأَعْرَابِ المُؤْمِنِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى المُؤْمِنِينَ، أَوْ قَالَ: عَلَى المُسْلِمِينَ، وَأَنَّ لَيْسَ لَهُمْ من الغَنِيمَةِ وَالفَيْءِ شَيْءٌ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَادْعُهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الجِزْيَةِ، (1) فَإِنْ هُمْ فَعَلُوا، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنهُمْ، فَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللهِ عَلَيْهِمْ وَقَاتِلْهُمْ، وَإِذَا حَاصَرْتُمْ حِصْنًا، فَأَرَادُوا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَلا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ تَعَالَى، وَلا ذِمَّةَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَاجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ، وَذِمَمَ آبَائِكَ، وَذِمَمَ أَصْحَابِكَ، فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّتَكُمْ، وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ، أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ تَعَالَى، وَذِمَّةَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا حَاصَرْتُمْ أهل حِصْن، فَأَرَادُوا عَلَى أَنْ تُنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، فَلا تُنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، فَإِنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ فِيهِمْ حُكْمَ اللهِ أَمْ لا، وَلَكِنْ أَنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِكَ.
_حاشية__________
(1) قوله: «فَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَادْعُهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الجِزْيَةِ» لم يرد في طبعة التأصيل والمثبت عن طبعة الرسالة (8627).

الصفحة 623