كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 10)

6 - بَابٌ: بِلِسَانِ مَنْ نَزَلَ القُرْآنُ.
8131 - أَخبَرنا الهَيْثَمُ بنُ أَيوبَ، قَالَ: أَخبَرنا إِبْرَاهِيمُ، يَعْنِي ابنَ سَعْدٍ، قَالَ ابنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بنُ مَالِكٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ، وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ مَعَ أَهْلِ العِرَاقِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ، فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلافُهُمْ فِي القُرْآنِ، فَقَالَ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الكِتَابِ كَمَا اخْتَلَفْتُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ، أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي المَصَاحِفِ، ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا إِلَيْهِ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَبدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ العَاصِ، وَعَبدَ الرَّحمَنِ بْنَ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسِخُوا الصُّحُفَ فِي المَصَاحِفِ، فَإِنِ اخْتَلَفُوا وَزِيدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ القُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّ القُرْآنَ نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي المَصَاحِفِ، رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ، وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ مُصْحَفًا مِمَّا نَسَخُوا.

الصفحة 92