يشفعون حين (أ) يشفع المؤمنون في إخوانهم.
ومعنى: "ولا شهداء". فيه ثلاثة أقوال؛ أصحها وأشهرها: لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات. والثاني: لا يكونون شهداء في الدنيا ولا تقبل شهادتهم لفِسْقِهم. والثالث: لا يرزقون الشهادةَ؛ وهي القتل في سبيل الله تعالى، فـ "يوم القيامة" يتعلق بـ "شفعاء" وحده على الأخيرين، ويحتمل أن يتعلق بهما؛ بمعنى أن شهادته لمَّا لم تُقبل في الدنيا لم يكتب في الآخرة له ثواب من شَهِد بالحق، وكذلك لا يكون له في الآخرة ثواب من قتل في الشهادة. والله أعلم.
1276 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من عَيَّر أخاه بذنب لم يمت حتي يعمله". أخرجه الترمذي (¬1) وحسنه (ب) , وسنده منقطع.
الحديث فيه دلالة على أنه لا يجوز أذية المؤمن ولو قد ارتكب ذنبًا , وأنه يجب الستر عليه، وهو كما تقدم في الغيبة، أنها لا تجوز ولو في حق الفاسق إلا في المواضع الستة التي تقدمت) (¬2).
¬__________
(أ) في جـ: حتى.
(ب) ساقط من: جـ.
__________
(¬1) الترمذي , كتاب صفة القيامة والرقاق والورع، باب (53) 4/ 571 ح 2505. وقال: هذا حديث غريب، وذكر عنه المزي أنه قال: حسن غريب. وينظر تحفة الأشراف 8/ 399.
(¬2) تقدم ص 303، 304.