كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

وقوله: "لم يمت حتى يعمله". كأنه -ونعوذ بالله من ذلك- يكون عقوبته؛ سببًا لخِذْلانه وسلب التوفيق عنه حتى يعمل ذلك الذنب، وكأنه لِما (أ) يصحبه من العُجب وعدم شكره لله تعالى على توفيقه ببعده من ذلك الذنب، وإن كان لا يخلو من الذنوب (ب). نسأل الله تعالى التجاوز والعفو.

1277 - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، وويل له ثم ويل له". أخرجه الثلاثة (¬1) وإسناده قوي.
الحديث حسنه الترمذي، وأخرجه البيهقي (¬2)؛ فيه دعاء على الذي يكذب بالويل ثلاث مرات، والويلُ مصدر بمعنى الهلاك، مرفوع على أنه مبتدأ، والخبر الجار والمجرور.
وفيه دلالة على تحريم الكذب وإن لم يكن ضارًّا، وقد وردت الأحاديث الصحيحة في التحذير من الكذب على الإطلاق، مثل قوله: "إياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار".
¬__________
(أ) في جـ: لم.
(ب) في جـ: الذنب.
__________
(¬1) الترمذي، كتاب الزهد، باب فيمن تكلم بكلمة يضحك بها الناس 4/ 483 ح 2315، وأبو داود، كتاب الأدب، باب التشديد في الكذب 4/ 299 ح 4990، والنسائي في الكبرى، كتاب التفسير، سورة المطففين 6/ 509 ح 11655.
(¬2) البيهقي 10/ 196.

الصفحة 336