كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

مقدر، والظن معطوف عليه. الحديث قد تقدم في الباب الأول فهو تكرير (¬1).

1282 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والجلوس بالطرقات". قالوا: يا رسول الله، ما لنا بدٌّ من مجالسنا نتحدث فيها. قال: "فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه". قالوا: وما حقه؟ قال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر". متفق عليه (¬2).
قوله: "إياكم". للتحذير، و: "الجلوسَ" بالنصب عطف على الضمير محذر منه، و: "الطُّرُقات". بضمتين جمع طرق، وطرق جمع طريق.
وقوله: قالوا. إلخ. قال القاضي عياض (¬3): فيه دليل (أ) على أنهم فهموا أن الأمر ليس للوجوب، وأنه للترغيب فيما هو الأولى، إذ لو فهموا الوجوب لم يراجعوه.
قال المصنف رحمه الله تعالى (3): ويحتمل أنهم رجوا وقوع النسخ تخفيفًا لما شكوا من الحاجة إلى ذلك، ويؤيده أن في مرسل يحيى بن يعمر:
¬__________
(أ) في جـ: دلالة.
__________
(¬1) تقدم ح 1251.
(¬2) البخاري , كتاب المظالم، باب أفنية الدور والجلوس فيها 5/ 112 ح 2465، ومسلم، كتاب السلام باب من حق الجلوس على الطريق رد السلام 4/ 1704 ح 2121.
(¬3) الفتح 11/ 11.

الصفحة 349