جعلًا على أن ترمي موسى - صلى الله عليه وسلم - المبرأ من كل سوء بنفسها. وفي الحديث دلالة على تحريم البغي والفجر، وهو مجمع على ذلك، والله أعلم.
1289 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: "من رد عن عرض أخيه بالغيب رد الله عن وجهه النَّار يوم القيامة". أخرجه التِّرمذيُّ (¬1) وحسنه، ولأحمد (¬2) من حديث أسماء بنت يزيد نحوه.
الحديث فيه دلالة على فضيلة الرد عن عرض المسلم وهو أيضًا واجب، لأنَّه من باب النَّهي عن المنكر، وقد ورد الوعيد على تركه؛ أخرج أبو داود وابن أبي الدُّنيا وغيرهما (¬3): "ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلمًا في موضع ينتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلَّا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلَّا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". وأخرج أبو الشَّيخ (¬4): "من رد عن عرض أخيه رد الله عنه عذاب النَّار يوم القيامة". وتلا رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} " (¬5). وأبو داود وغيره، وأبو الشَّيخ (¬6): "من حمى عرض أخيه في الدُّنيا بعث الله له ملكًا يوم القيامة يحميه من النَّار". والأصبهاني (¬7):
¬__________
(¬1) التِّرمذيُّ، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الذب عن عرض المسلم 4/ 288 ح 1931.
(¬2) أحمد 6/ 461.
(¬3) أبو داود 4/ 272 ح 4884، وابن أبي الدُّنيا في الصمت ح 241، وأحمد 4/ 30.
(¬4) أبو الشَّيخ -كما في الترغيب والترهيب 3/ 517.
(¬5) الآية 47 من سورة الروم.
(¬6) أبو داود 4/ 272 ح 4883، وابن أبي الدنيا ح 140. ولم أقف على الرّواية لأبي الشَّيخ.
(¬7) الأصبهاني -كما في الترغيب والترهيب 3/ 518.