كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

وذهب الأكثر إلى أن الدعاء أفضل، واحتجوا بقوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}. فإن الأمر أقل أحواله أن يكون للندب هنا. وقوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} (¬1) الآية. ودلت عليه (أ) آثار كثيرة؛ منها ما أخرجه التِّرمذيُّ (¬2) من حديث أنصر رفعه: "الدعاء منع العبادة". وحديث أبي هريرة رفعه: "من لم يسأل الله يغضب عليه". أخرجه البُخاريّ في "الأدب المفرد" والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، كلهم من رواية أبي صالح الخوزي (¬3) -بضم الخاء المعجمة وسكون الواو ثم زاي معجمة- وهو مختلف فيه (¬4)؛ ضعفه ابن معين (¬5)، وقوَّاه أبو زرعة (¬6)، وليس هو أبا صالح السمان (¬7) كما ظنه الحافظ ابن كثير (¬8). قال الطيبي (¬9): معناه أن من لم يسأل الله يبغضه، والمبغوض مغضوب عليه، والله يحب أن يسأل. انتهى.
¬__________
(أ) في جـ: على.
__________
(¬1) الآية 186 من سورة البقرة.
(¬2) التِّرمذيُّ 5/ 425 ح 3371.
(¬3) البُخاريّ 2/ 113، 114 ح 658، والترمذي 5/ 426 ح 3373، وابن ماجه 2/ 1258 ح 8327، والحاكم 1/ 491.
(¬4) أبو صالح الخوزي، لين الحديث. التقريب ص 649، وينظر تهذيب الكمال 33/ 418.
(¬5) الكامل في ضعفاء الرجال 7/ 2749.
(¬6) الجرح والتعديل 9/ 393.
(¬7) ذكوان، أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت. التقريب ص 203، وينظر تهذيب الكمال 8/ 513.
(¬8) تفسير ابن كثير 7/ 143. وينظر الفتح 11/ 95.
(¬9) الفتح 11/ 95.

الصفحة 383