كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

إحدى ثلاث؛ إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها". وصححه الحاكم (¬1).
وللإجابة شروط؛ منها طيب المطعم والملبس؛ لحديث "فأنى يستجاب لذلك" (¬2). ومنها ألا يستعجل؛ لحديث: "يستجاب لأحدكم ما لم يقل: دعوت فلم يستجب لي". أخرجه مالك (¬3)

1298 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله تعالى: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه". أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان وذكره البُخاريّ تعليقًا (¬4).
قوله: "مع عبدي ممَّا ذكرني". أي بعلمي، كقوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} (¬5). والمعية المذكورة أخص من المعية التي في قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلا هُوَ رَابِعُهُمْ} إلى قوله: {إلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (¬6). أي معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية والإعانة، وأمَّا قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (¬7). فمعناه العلم
¬__________
(¬1) الحاكم 1/ 493.
(¬2) مسلم 2/ 703 ح 1015، والترمذي 5/ 205 ح 2989.
(¬3) الموطأ 2/ 213.
(¬4) ابن ماجه، كتاب الأدب، باب فضل الذكر 2/ 1246 ح 3792، وابن حبان، كتاب الرقاق، باب الأذكار 3/ 97 ح 815، والبخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}. 13/ 499 قبل ح 7524.
(¬5) الآية 46 من سورة طه.
(¬6) الآية 7 من سورة المجادلة.
(¬7) الآية 4 من سورة الحديد.

الصفحة 387