كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

عليهم تِرة" (¬1). والتِّرة بكسر التاء المنقوطة بنقطين من أعلى وهي بمعنى السيرة، كما في الرّواية الأخرى. وقيل: هي النَّار. وقيل: الذنب. وقال ابن الأثير (¬2): هي النقص. وقيل: التبعة. والهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة مثل "عِدَة"، ويجوز في "ترة" و "حسرة" الرفع على اسمية "كان"، والخبر "عليهم"، ويجوز النصب على خبرية "كان"، واسمها ضمير المجلس. وزاد الترمذي في آخره: "فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم". وفي رواية صححها الحاكم (¬3) -واعترضه الذَّهبيُّ بأن في سندها ضعفًا- بلفظ: "أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله عزَّ وجلَّ ويصلوا على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، إلَّا كان عليهم ترة من الله تعالى، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم". وفي أخرى (¬4): "ما جلس قوم يذكرون (أ) الله عزَّ وجلَّ ثم لم يصلوا على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، إلَّا كان ذلك (ب) المجلس عليهم ترة، ولا قعد قوم لم يذكروا الله تعالى إلَّا كان عليهم ترة". قال الحاكم: صحيح على شرط البُخاريّ. وفي أخرى عند أحمد (¬5): "ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله تعالى إلَّا كان عليهم ترة، وما من رجل مشى طريقًا فلم
¬__________
(أ) في ب: لم يذكروا، وفي جـ: لم يذكر، والمثبت من مصدر التخريج.
(ب) ساقطة من: جـ.
__________
(¬1) وهو لفظ التِّرمذيِّ، وأخرجه بهذا اللفظ أيضًا أبو داود 4/ 264 ح 4856.
(¬2) النهاية 1/ 189.
(¬3) الحاكم 1/ 496.
(¬4) الحاكم 1/ 550.
(¬5) أحمد 2/ 432.

الصفحة 393