هي من القرآن. وهي مركب كامل في دلالته على معناه، وإن كانت بعض بابه، فالأفضلية فيها على العموم من غير تخصيص بكلام الآدمي، وقد جاءت الأحاديث في تعظيم فضلها على الإطلاق.
أخرج [الطبري (¬1)] (أ) عن عبد الله بن عمرو قال: إن الرجل إذا قال: لا إله إلا الله. فهي كلمة الإخلاص التي لا يقبل الله عملًا حتى يقولها، وإذا قال: الحمد لله. فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله حتى يقولها. وعن ابن عباس (¬2): من قال: لا إله إلا الله. فليقل على إثرها: الحمد لله.
وأخرج النسائي (¬3) بسند صحيح عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قال موسى: يا رب، علِّمني شيئًا أذكرك به. قال: قل: لا إله إلا الله" الحديث. وفيه: "لو أن السماوات السبع والأرضين السبع جعلن في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله". وذكر [ابن بطال] (ب) (¬4) عن بعض العلماء أن الفضل الوارد في مثل هذه الأعمال الصالحة والأذكار، إنما هو لأهل الفضل في الدين والطهارة من الجرائم العظام، وليس من أصرَّ [على] (جـ) شهواته، وانتهك دين الله وحرماته بلاحق بالأفاضل المطهرين في ذلك،
¬__________
(أ) في جـ: الطبراني. والمثبت من الفتح 11/ 207.
(ب) في جـ: عياض. والمثبت من الفتح 11/ 208.
(جـ) ساقط من: جـ. والمثبت من الفتح 11/ 208.
__________
(¬1) الطبري 15/ 93.
(¬2) الطبري 24/ 81.
(¬3) النسائي في الكبرى 6/ 208، 209 ح 10670.
(¬4) شرح صحيح البخاري له 10/ 134.