كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

سبحانه ثم سبحانًا نعوذ به ... وقبلنا سبّح الجودي والجمد
و"بحمده". معطوف بتقدير متعلقه على فعل "سبحان". أي: أسبح الله وأتلبس بحمده. والباء باء الملابسة.
وقوله: "مثل زيد البحر". مبالغة في كثرتها، أي أن خطاياه تكفر ولو بلغت من الكثرة أي مبلغ. وقد تقدم الجمع بين هذا وبين حديث التهليل قريبًا (¬1).

1304 - وعن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بالسماوات والأرض لوزنتهن؛ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته". أخرجه مسلم (¬2).
الحديث فيه دلالة على فضل هذه الكلمات، وأن قائلها مدرك فضيلة تكرار القول بالعدد المذكور.
قوله: "عدد خلقه". المراد به المبالغة في الكثرة؛ لأن خلقه بمعنى مخلوقاته، ومخلوقات الله في السماوات والأرضين وما بينهما والجنة والنار.
وقوله: "ورضا نفسه". أي رضاه عمّن رضي عنهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وهو لا ينقطع ولا ينقضي.
¬__________
(¬1) تقدم ص 427 - 430.
(¬2) مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم 4/ 2090 ح 2726.

الصفحة 430