كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

وقوله: "لا ملجأ". مهموز من لجأ، وهو اسم لا. فإن كان مصدرًا ميميًّا، فقوله: "من الله". متعلق به، فيكون من المشبه بالمضاف منصوبا، وإن كان اسم مكان فهو مبني على الفتح، و "منك" متعلق بمحذوف، أي: كائن. صفة لاسم "لا". تقول: لجأت إلى فلان وعنه والتجأت وتلجأت. إذا أسندت إليه واعتضدت به أو عدلت عنه إلى غيره، فـ "لا ملجأ" هنا بمعنى: لا مستند من الله. أي: من قضائه إلا إليه ولا مَعْدِل. والله أعلم.

1308 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الدعاء هو العبادة". رواه الأربعة (¬1)، وصححه الترمذي، وله (¬2) من حديث أنس بلفظ: "الدعاء مخ العبادة". وله (¬3) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه رفعه: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء". وصححه ابن حبان والحاكم (¬4).
تقدم الكلام على هذا في أول باب الذكر (¬5).
وقوله: "مخ العبادة ": أي خالصها؛ لأن مُخَّ الشيء خالصه، وإنما كان مُخها لأمرين؛ أحدهما، أنه امتثال أمر الله، حيث قال:
¬__________
(¬1) أبو داود، كتاب الصلاة، باب الدعاء 2/ 77 ح 1479. والترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء 5/ 426 ح 3372، والنسائي في الكبرى، كتاب التفسير، باب سورة غافر 6/ 450 ح 11464، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء 2/ 1258 ح 3828.
(¬2) الترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء 5/ 425 ح 3371.
(¬3) الترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء 5/ 425 ح 3370.
(¬4) ابن حبان، كتاب الرقاق، باب الأدعية 3/ 151، 152 ح 870، والحاكم 1/ 490.
(¬5) تقدم ص 383 - 386.

الصفحة 439