مد يده في الدعاء لم يردَّهما حتى يمسح بهما وجهه. أخرجه الترمذي (¬1)، وله شواهد؛ منها من حديث ابن عباس عند أبي داود (¬2)، ومجموعها يقتضي أنه حديث حسن.
فيه دلالة على شرعية مسح الوجه باليدين، وكأن المناسبة -والله سبحانه أعلم- أنه لما كان الله سبحانه لا يردهما صفرا، فكأن الرحمة أصابتهما، فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم.
1312 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة". أخرجه الترمذي وصححه ابن حبان (¬3).
الحديث فيه دلالة على أفضلية إكثار الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن المكثر هو الأحقُّ بالشفاعة يوم القيامة.
والمراد بـ "أولى بي" أي: شفاعتي. والله أعلم.
1313 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا
¬__________
(¬1) الترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في رفع الأيدي عند الدعاء 5/ 432، 433 ح 3386.
(¬2) أبو داود، كتاب الصلاة، باب الدعاء 2/ 78، 79 ح 1485.
(¬3) الترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - 2/ 354 ح 484، وابن حبان، كتاب الرقائق، باب الأدعية 3/ 192 ح 911.