بِربكم} (¬1). فأقروا له بالربوبية، وأذعنوا له بالوحدانية، وبالوعد ما قال على لسان نبيه؛ أن من مات لا يشرك بالله شيئًا وأدَّى ما افترض عليه أن يدخله الجنة.
واستدرك المصنف (¬2) على قوله: وأدى ما افترض عليه. أنه زيادة ليست بشرط في هذا المقام؛ لأنه جعل العهد الميثاق المأخوذ وهو على التوحيد خاصة، فالوعد هو إدخال الجنة من مات على ذلك. قال (¬3): وقوله: "ما استطعت". إعلام لأمته أن أحدًا لا يقدر على الإتيان بجميع ما يجب عليه لله تعالى، ولا الوفاء بكمال الطاعة والشكر على النعم، فرفقَ الله بعباده ولم يُكلفهم إلّا وسعهم.
وقوله: "أبوء لك بنعمتك عليّ". سقط لفظ "لك" من رواية النسائي. و"أبوء": بالموحدة والهمز ممدود، ومعناه: أعترف. وأصله البوء. ومعناه اللزوم، ومنه: بوأه الله منزلًا. أي أسكنه. فكأنه ألزمه به.
وقوله: "وأبوء لك بذنبي". أي أعترف أيضًا، وقيل معناه: أحمله برغمي لا أستطيع صرفه عني. والمراد بالذنب هو وقوع الذنب مطلقًا، [لا أنه] (أ) الذنب الذي وقع بسبب التقصير في الشكر.
وقوله: "فأغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". يؤخذ منه أن من اعترف بذنبه غفر له. وهذا الاستغفار فيه من بديع المعاني، وحسن
¬__________
(أ) في جـ: لأنه. والمثبت من الفتح 11/ 100.
__________
(¬1) الآية 172 من سورة الأعراف.
(¬2) الفتح 11/ 100.
(¬3) أي ابن بطال، شرح صحيح البخاري له 10/ 76.