1316 - وعن عبد الله بن [عمرو] (أ) رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدَّين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء". رواه النسائي وصححه الحاكم (¬1).
قوله: "غلبة الدَّين". المراد به ما ثقل قضاؤه على المدين، وأما [ما] (ب) يغلب في ظنه أنه يتمكن من قضائه فلا يُستعاذ منه؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - استدان وتكرر منه الاستدانة، ومات ودرعه مرهونة في آصُع من شعير عند يهودي (¬2). واستدان عمر وهو خليفة، وقال لما طُعن: انظروا ما عليَّ من الدين. فحسبوه فوجدوه ثمانين ألفًا (¬3). ومات الزبير وعليه دين كبير، وغيرهم من الصحابة، وكذلك السلف؛ كطاوس وابن سيرين والشافعي وغيرهم. وقد روى عبد الله بن جعفر مرفوعًا (¬4): "إن الله تعالى مع المدين حتى يقضي دينه، ما لم يكن فيما يكره الله تعالى". وكان عبد الله بن جعفر يقول لحارثة: اذهب فخذ لي بدَيْن؛ فإني أكره أن أبيت ليلةً إلا والله معي، بعد ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
¬__________
(أ) في جـ: عمر. والمثبت من مصدري التخريج، وينظر تحفة الأشراف 6/ 354.
(ب) زيادة يستقيم بها السياق.
__________
(¬1) النسائي، كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من غلبة الدين 8/ 265، والحاكم، كتاب الدعاء 1/ 531.
(¬2) البخاري 8/ 151 ح 4467 من حديث عائشة.
(¬3) البخاري 7/ 59 , 60 ح 3700 وعنده: ستة وثمانين ألفًا أو نحوه.
(¬4) ابن ماجه 2/ 805 ح 2409، والبزار 6/ 202 ح 2243.