كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب". أخرجه الأربعة، وصححه ابن حبان (¬1).
وفي رواية لأبي داود (¬2): "لقد سألت الله تعالى بالاسم الأعظم". قال المنذري (¬3): قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي: هذا -يعني الإسناد الذي ساقه أبو داود- لا مطعن فيه، ولا أعلم أنه روي في هذا الباب حديث أجود إسنادًا منه. قال: وهو يدل على بطلان مذهب من ذهب إلى نفي القول بأن لله تعالى اسمًا هو الاسم الأعظم. انتهى.
وهذا الدعاء الجليل متضمن لمعان لطيفة من التوحيد والثناء، فقوله: "أنك أنت الله". إثبات للذات، وقوله: "لا إله إلا أنت". نفي للشريك وكل ما سواه، وقوله: "الأحد". صفة كمال؛ لأن الأحد الحقيقي ما يكون منزه الذات عن (أ) التركيب والتعدد وما يستلزم أحدهما، كالجسمية والتحيز والمشاركة في الحقيقة وخواصها؛ كوجوب الوجود والقدرة الذاتية
¬__________
(أ) بعده في جـ: الحا. ولعله سبق قلم.
__________
(¬1) أبو داود، كتاب الصلاة، باب الدعاء 2/ 80 ح 1493، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم 2/ 1267، 1268 ح 3857، والترمذي، كتاب الدعوات، باب جامع الدعوات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 5/ 481 ح 3475، والنسائي في الكبرى، كتاب الدعوات، باب الله الواحد الأحد الصمد 4/ 394، 395 ح 7666، وابن حبان، كتاب الرقائق، باب ذكر الشيء الذي إذا دعا المرء ربه جل وعلا أجابه 3/ 173 ح 891.
(¬2) أبو داود 2/ 80 ح 1494.
(¬3) الترغيب والترهيب 2/ 485، وينظر عون المعبود 1/ 554.

الصفحة 462