كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

الثالث: "الله الرحمن الرحيم". ولعل سنده ما أخرجه ابن ماجه (¬1) عن عائشة أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعلِّمها الاسم الأعظم فلم يفعل، فصلّت ودعت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمتُ منها وما لم أعلم. الحديث.
وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "إنه لفي الأسماء التي دعوت بها". قلت: وسنده ضعيف، وفي الاستدلال به نظر لا يخفى، وجه النظر أنها جمعت الأسماء كلها، فلم تتعين في الثلاثة الأسماء.
الرابع: "الرحمن الرحيم الحي القيوم". لما أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الايتين؛ {[و] (أ) وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (¬2)، وفاتحة سورة "آل عمران": {اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}. أخرجه أصحاب "السنن" إلا النسائي (¬3)، وحسنه الترمذي وفي نسخة صحيحة: وفيه نظر؛ لأنه من رواية شهر بن حوشب (¬4).
الخامس: "الْحَيُّ الْقَيُّومُ". أخرج ابن ماجه من حديث أبي أمامة (¬5): "الاسم الأعظم في ثلاث سور؛ سورة "البقرة"، و "آل عمران"، و "طه"".
¬__________
(أ) في جـ: إنما.
__________
(¬1) ابن ماجه 2/ 1268 ح 3859.
(¬2) الآية 163 من سورة البقرة.
(¬3) الترمذي 5/ 483 ح 3478، وابن ماجه 2/ 1267 ح 3855، وأبو داود 2/ 81 ح 1496.
(¬4) تقدمت ترجمته في 1/ 159.
(¬5) ابن ماجه 2/ 1267 ح 3856.

الصفحة 466