كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

[قوله] (أ): "بك أصبحنا". أي: بقوتك وإيجادك أصبحنا , أي دخلنا في وقت الصباح، والصباح من طلوع الفجر، والمساء من غروب الشمس.
وقولة: "وإليك النشور". يقال: نشر الميت، ينشر نشورا. إذا عاش بعد الموت، وأنشره الله أحياه. وناسب في الصباح؛ لأنه يكون فيه القيام من النوم، والنوم يشبه بالموت، والقيام منه بالحياة. وناسب في المساء: "وإليه المصير"؛ لأنه ينام فيه، والنوم يشبه بالموت، والميت يقال في حقه: إنه صار إلى الله تعالى. أي إلى دار جزائه من ثواب وعقاب.

1319 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". متفق عليه (¬1). رواه البخاري بلفظ الآية، وفي رواية أخرى (¬2) له بلفظ: "اللهم [ربنا] (ب) آتنا في الدنيا حسنة". بزيادة "اللهم". وجاء في رواية مسلم قال: سأل قتادة أنسًا: أي دعوة كان يدعو بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر؟ قال: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة" إلخ. وأورده مسلم في رواية أخرى من دون زيادة: "اللهم" (¬3).
وأخرج ابن أبي حاتم (¬4) من طريق أبي نعيم، ثنا عبد السلام أبو طالوت: كنت عند أنس فقال له ثابت: إن إخوانك يسألونك أن تدعو لهم. فقال:
¬__________
(أ) في جـ: قولك. والمثبت يقتضيه السياق.
(ب) ساقطة من جـ. والمثبت من مصدر التخريج.
__________
(¬1) البخاري، كتاب الدعوات، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ربنا آتنا في الدنيا حسنة 11/ 191 ح 6389، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء ... ، باب فضل الدعاء 4/ 2070 ح 2690/ 26.
(¬2) البخاري 8/ 187 ح 4522.
(¬3) مسلم 4/ 2071 ح 2690/ 27.
(¬4) تفسير ابن أبي حاتم 2/ 614 ح 3290.

الصفحة 470