اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وذكر القصة وفيها: إذا آتاكم الله ذلك فقد آتاكم الخير كله. قال القاضي عياض (¬1): إنما كان يكثر الدعاء بهذه الآية؛ لجمعها معاني الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة. قال: والحسنة عندهم ها هنا النعمة، [فسأل نعيم] (أ) الدنيا والآخرة والوقاية من العذاب. نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا بذلك.
وقد جاءت عن السلف عبارات مختلفة؛ فقال الحسن: الحسنة العلم والعبادة في الدنيا، وفي الآخرة الجنة. أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح (¬2)، وعنه بسند ضعيف (¬3): الرزق الطب والعلم النافع، وفي الآخرة الجنة. وتفسير الحسنة في الآخرة بالجنة، نقله ابن أبي حاتم (¬4) أيضًا عن السدّي ومجاهد وإسماعيل بن أبي خالد ومقاتل بن حيان. وعن ابن الزبير (¬5): يعملون في دنياهم وآخرتهم. وعن قتادة (¬6): هي العافية في الدنيا والآخرة. وعن محمد بن كعب القرظي (¬7): الزوجة الصالحة من الحسنات. ونحوه عن يزيد بن [أبي] (جـ) مالك. وأخرج ابن المنذر (¬8) من طريق سفيان الثوري قال:
¬__________
(أ) في جـ: قال نعم. والمثبت من مصدر التخريج.
(ب) ساقطة من جـ. والمثبت من مصدر التخريج.
(جـ) ساقط من: جـ، وتفسير ابن أبي حاتم، والمثبت من الفتح 11/ 192 , ينظر تهذيب الكمال 32/ 189.
__________
(¬1) الفتح 11/ 192.
(¬2) تفسير ابن أبي حاتم 2/ 358، 359، 5/ 1576 ح 1879، 1884، 9037.
(¬3) ابن أبي شيبة 13/ 529، وتفسير الطبري 3/ 400، وتفسير ابن أبي حاتم 2/ 358، 5/ 1577 ح 1880، 9038.
(¬4) تفسير ابن أبي حاتم 2/ 359 عقب ح 1884.
(¬5) تفسير ابن أبي حاتم 2/ 357 ح 1877.
(¬6) تفسير ابن أبي حاتم 2/ 358 ح 1881.
(¬7) تفسير ابن أبي حاتم 2/ 358 ح 1882.
(¬8) ابن المنذر -كما في الفتح 11/ 192.