كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

وشهادة الزور" (¬1). وهو يحتمل أن يكون من عطف الخاص على العام، أو من عطف الشيء على نفسه، زيادة في التحذير.
وقوله: حتى قلنا: ليته سكت. أي شفقة عليه وكراهية لما يزعجه، مما يدل على نكارة الحال وشدتها، وهذا منهم لما كانوا عليه من الأدب معه - صلى الله عليه وسلم - والمحبة والشفقة عليه.

1175 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: "ترى الشمس؟ ". قال: نعم. قال: "على مثلها فاشهد أو دع". أخرجه ابن عدي بإسناد ضعيف وصححه الحاكم فأخطأ (¬2).
الحديث أخرجه أيضًا العقيلي وأبو نعيم في "الحلية" والبيهقي (¬3) من حديث طاوس عن ابن عباس أنه سئل - صلى الله عليه وسلم - عن الشهادة فقال للسائل: "ترى الشمس؟ ". قال: نعم. قال: "على مثلها فاشهد أو دع". وفي إسناده محمَّد بن سليمان بن مشمول (أ) (¬4) ضعفه النسائي (¬5)، وقال البيهقي: لم يرو من وجه يعتمد عليه.
¬__________
(أ) في جـ: مشول. وعند النسائي والبيهقي وفي تاج العروس (س م ل): مسمول بالسين، وأكثر ما يذكر في مصادر ترجمته بالسين المهملة.
__________
(¬1) البخاري 5/ 261 ح 2654.
(¬2) ابن عدي 6/ 2213، والحاكم، كتاب الأحكام 4/ 98.
(¬3) محمَّد بن سليمان بن مشمول المشمولي المخزومي، ضعفه أبو حاتم وابن عدي وغيرهما وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات. الجرح والتعديل 7/ 267، الكامل لابن عدي 6/ 2213، ولسان الميزان 5/ 185.
(¬4) العقيلي 4/ 70، وأبو نعيم 4/ 18، والبيهقي 10/ 156.
(¬5) الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 231.

الصفحة 56