كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 10)

لكونه كان أسود شديد السواد، وكان زيد أبيض. كذا قاله أبو داود (¬1) عن أحمد بن صالح، وقال القاضي عياض (¬2): قال غير أحمد بن صالح: كان زيد أزهر اللون، وأم أسامة هي أم أيمن، واسمها بركة، وكانت حبشية سوداء. قال القاضي: هي بركة بنت محصن بن ثعلبة بن عمر بن حصن (أ) بن سلمة بن عمرو بن النعمان (¬3)، وقد وقع في "الصحيح" (¬4) عن ابن شهاب، أن أم أيمن كانت حبشية وصيفة لعبد الله والد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقال: كانت من سبي الحبشة الذين قدموا زمن الفيل، فصارت لعبد المطلب فوهبها لعبد الله، وتزوجت قبل زيد عبيدًا الحبشي، فولدت له أيمن فكنيت به، واشتهرت به، وكان يقال لها: أم الظباء. قال القاضي عياض (¬5): لو صح أن أم أيمن كانت سوداء لم ينكر سواد ابنها أسامة؛ لأن السوداء قد تلد من الأبيض أسود. قال المصنف رحمه الله تعالى (5): يحتمل أنها كانت صافية فجاء أسامة شديد السواد، فوقع الإنكار لذلك، وذلك لأن القيافة إنما كانت من عادة الجاهلية، وقد جاء الإسلام بمحو آثارها، وتغيير أعلامها،
¬__________
(أ) في مصدر التخريج: حصين. وانظر الاستيعاب 4/ 1793.
__________
(¬1) أبو داود 2/ 289 عقب ح 2268.
(¬2) شرح مسلم 10/ 41.
(¬3) انظر ترجمتها في الاستيعاب 4/ 1793، وأسد الغابة 7/ 36. وورد فيهما اسمها: بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن عمرو بن النعمان.
(¬4) مسلم 3/ 1391، 1392 ح 1771/ 70.
(¬5) الفتح 12/ 57.

الصفحة 98