كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 10)
صُورَةٍ رَآهَا وَأَحْسَنِهَا وَجْهًا وَأَطْيَبِهَا رِيحًا فَيَقُومُ بِجَنْبِ صَاحِبِهِ فَكُلَّمَا جَاءَهُ رَوْعٌ هَدَّأَ رَوْعَهُ وَسَكَّنَهُ وَبَسَطَ لَهُ أَمَلَهُ فَيَقُولُ لَهُ : جَزَاك اللَّهُ خَيْرًا مِنْ صَاحِبٍ ، فَمَا أَحْسَنَ صُورَتَكَ وَأَطْيَبَ رِيحَك ، فَيَقُولُ لَهُ : أَمَا تَعْرِفُنِي : تَعَالَ ارْكَبْنِي ، فَطَالَمَا رَكِبْتُك فِي الدُّنْيَا ، أَنَا عَمَلُك ، إنَّ عَمَلَك كَانَ حَسَنًا ، فَتَرَى صُورَتِي حَسَنَةً ، وَكَانَ طَيِّبًا فَتَرَى رِيحِي طَيِّبَةً ، فَيَحْمِلُهُ فَيُوَافِي بِهِ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَقُولُ : يَا رَبِّ هَذَا فُلانٌ وَهُوَ أَعْرَفُ بِهِ مِنْهُ قَدْ شَغَلْته فِي أَيَّامِهِ فِي حَيَاتِهِ فِي الدُّنْيَا ، أَظْمَأْت نَهَارَهُ وَأَسْهَرْت لَيْلَهُ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، فَيُوضَعُ تَاجُ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهِ ، وَيُكْسَى حُلَّةَ الْمُلْك ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ قَدْ كُنْت أَرْغَبُ لَهُ عَن هَذَا وَأَرْجُو لَهُ مِنْك أَفْضَلَ مِنْ هَذَا ، فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ وَالنِّعْمَةَ بِشِمَالِهِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبّ إنَّ كُلَّ تَاجِرٍ قَدْ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ تِجَارَتِهِ ، فَيُشَفَّعُ فِي أَقَارِبِهِ ، وَإِذا كَانَ كَافِرًا مُثِّلَ لَهُ عَمَلُهُ فِي أَقْبَحِ صُورَةٍ رَآهَا , وَأَنْتَنَهُ , فَكُلَّمَا جَاءَهُ رَوْعٌ زَادَهُ رَوْعًا فَيَقُولُ : قَبَّحَك اللَّهُ مِنْ صَاحِبٍ
الصفحة 494