كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

الباء (عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال رسول الله: ما من أيام العمل الصالح فيها) يدخل فيه الصيام والذكر والقراءة والصدقة وغير ذلك من الأعمال الصالحة، لكن ورد في خصوص صيام أيامه وقيام لياليه وكثرة الذكر فيه أحاديث؛ فمنها ما خرجه الترمذي (¬1) وابن ماجه (¬2) من رواية النهاس بن قهم، عن قتادة، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها سنة، وكل ليلة منها بقيام ليلة القدر". لكن النهاس بن قهم ضعفوه (¬3)، وذكر الترمذي عن البخاري أن الحديث مروي عن قتادة، عن سعيد مرسلًا (¬4). وروى ثوير (¬5) بن أبي فاختة (¬6) -وفيه ضعف- عن مجاهد، عن ابن عمر قال: ليس يوم أعظم عند الله من يوم الجمعة، ليس العشر، [فإن العمل فيها يعدل عمل سنة (¬7). (أحب إلى الله) وأحب هو خبر المبتدأ الذي هو العمل] (¬8) وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل كما في رواية البخاري (¬9) (من) متعلق بأحب (هذِه الأيام يعني أيام العشر) أي: عشر
¬__________
(¬1) "سنن الترمذي" (758).
(¬2) "سنن ابن ماجه" (1728).
(¬3) زيادة من (ل). وانظر: الكلام على النهاس في "تهذيب الكمال" 30/ 28 - 30.
(¬4) "سنن الترمذي" 3/ 131.
(¬5) في الأصلين: ثور. والمثبت من مصادر التخريج.
(¬6) في (ر): خاصة. والمثبت من (ل).
(¬7) انظر: "علل الدارقطني" 9/ 17، "فتح الباري" لابن رجب 12/ 376.
(¬8) زيادة من (ل).
(¬9) "صحيح البخاري" (969).

الصفحة 557