كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

مسلم: "هاتيه". فأكل، ثم قال: "قد كنت صائمًا" (¬1)، وفي رواية له: "أرنييه (¬2)، فلقد أصبحت صائمًا". فأكل (¬3).
(قال طلحة) بن يحيى: (فأصبح صائمًا وأفطر) وفيه التصريح بالدلالة لمذهب الشافعي وموافقيه في أن صوم النافلة يجوز قطعه والأكل في أثناء النهار؛ لأنه نفل فهو إلى خيرة الإنسان في الابتداء، وكذا في الدوام، وممن قال بهذا جماعة من الصحابة وأحمد، ولكنهم كلهم والشافعي معهم وكلهم متفقون على استحباب إتمامه.
وقال أبو حنيفة ومالك: لا يجوز قطعه ويأثم بذلك، وحملوا هذا الحديث على أنه كان مجهودًا، فإن كان الفطر لعذر جاز القطع بلا إثم (¬4).
وحكى ابن عبد البر الإجماع على أنه لا قضاء على من أفطر لعذر (¬5).
قال القرطبي (¬6): كأنه لم يقف على ما ذكر عن ابن علية أنه يلزمه القضاء.
[2456] (حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير) بالجيم، ابن عبد الحميد الضبي القاضي (عن منصور، عن يزيد بن أبي زياد) الكوفي مولى بني هاشم عالم فهم صدوق، (عن عبد الله بن الحارث) ابن نوفل الهاشمي، بَبَّة (¬7)، مات هاربًا من الحجاج، ويقال: ولد
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (1154/ 169).
(¬2) في النسخ: أدنيه. والمثبت من "صحيح مسلم".
(¬3) "صحيح مسلم" (1154/ 170).
(¬4) "الاستذكار" 3/ 355.
(¬5) السابق.
(¬6) "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" 3/ 220.
(¬7) لقب له. انظر: "تهذيب الكمال" 14/ 398.

الصفحة 595