كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

اعتكاف عشرين أنه -صلى الله عليه وسلم-، (¬1) علم بانقضاء أجله، فأراد أن يستكثر من أعمال الخير لأمته.
وقال ابن العربي (¬2): يحتمل أن يكون سبب ذلك أنه لما ترك الاعتكاف في العشر الأواخر؛ بسبب ما وقع من أزواجه واعتكف بعده عشرًا من شوال، كما سيأتي.
[2464] (حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية) محمد بن حازم الضرير (ويعلي بن عبيد) بالتصغير، الطنافسي (عن يحيى بن سعيد) الأنصاري (عن عَمْرة) بنت عبد الرحمن (عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يعتكف صلَّى الفجر ثم دخل معتكفه) رواية ابن ماجه (¬3): صلى الفجر ثم دخل المكان الذي يريد أن يعتكف فيه (¬4).
أخذ بظاهره في الاعتكاف بعد الفجر الأوزاعي والثوري والليث في أحد قوليه.
ومذهب الشافعي -كما تقدم- وأبو حنيفة ومالك، لا يدخل اعتكافه إلا قبل غروب الشمس، وسبب هذا الاختلاف أن أول ليلة الاعتكاف هل هي داخلة في الأيام أم (¬5) لا تدخل، وأن اليوم هو المقصود بالاعتكاف والليل تابع؟ قولان، ومن قال بالأول تأول الحديث على أن معناه: أنه كان إذا صلى الصبح في الليلة التي دخل من أولها في
¬__________
(¬1) ساقطة من (ر).
(¬2) "عارضة الأحوذي" 4/ 6.
(¬3) "سنن ابن ماجه" (1771).
(¬4) ساقطة من (ر).
(¬5) ساقطة من (ر).

الصفحة 611