كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

الحارث: فلما رأته زينب ضربت معهن، وكانت امرأة غيورًا (¬1).
(فلما صلى) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (الفجر نظر إلى الأبنية) في رواية مالك: فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف فيه، إذا أخبية (¬2).
وفي رواية ابن فضيل: فلما انصرف من الغداة أبصر أربع قباب (¬3). يعني: قبة له وثلاثة للثلاثة، وهذِه الرواية تبين أن المراد بقوله في الحديث ورواية مسلم (¬4): وأمر غيرها من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بخبائها فضرب. لا أن فيه تعميم أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، ويدل على ذلك رواية ابن عيينة عند النسائي، فلما صلى الصبح إذا هو بأربعة أبنية، قال: "لمن هذِه؟ " قالوا: لعائشة وحفصة وزينب (¬5).
(فقال: ما هذِه) الأخبية (آلْبِرَّ) بهمزة الاستفهام ممدودة (¬6) وبغير مد مع التسهيل، والبر بالنصب على أنه مفعول "تردن" مقدمًا، وفي رواية ابن فضيل: "حملهن على هذا البر؟ انزعوها" (تُردن) بضم أوله، قال) فأمر ببنائه فقُوِّضَ) بضم القاف وتشديد الواو المكسورة وبعدها ضاد معجمة، أي: نقض وأزيل، وكأنه -صلى الله عليه وسلم- خشي أن الحامل لهن على ذلك المباهاة والتنافس الناشئ عن الغيرة؛ حرصًا على القرب منه خاصة، فيخرج الاعتكاف عن موضوعه، أو لئلا يضيق المسجد على المصلين، أو
¬__________
(¬1) رواه ابن خزيمة 3/ 345 (2224)، وأبو عوانة 2/ 262 (3076)، وابن حبان 8/ 425 (3667).
(¬2) "موطأ مالك" (690).
(¬3) رواه البخاري (2041).
(¬4) "صحيح مسلم" (1172).
(¬5) "سنن النسائي الكبرى" (3333).
(¬6) في (ر): ممدود.

الصفحة 613