كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

(وقال مسدد: فأرجله وأنا حائض) فيه ما تقدم، ولم يقل: حائضة؛ لأن الهاء التي للتأنيث يؤتى بها للفرق بين المذكر والمؤنث والحيض من الصفات المختصة بالنساء، فلا حاجة إلى أنها الفارقة.
فإن قلت: قد جاءت (المرضعة) ونحوها.
الجواب للزمخشري: المرضعة: هي التي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي، والمرضع: هي التي من شأنها الإرضاع وإن لم ترضع (¬1). ومعناه: أن (مرضعة) هو إذا جرى (¬2) فعل من أرضعت، ومرضع لمن هي ذات رضاع وإن لم ترضع.
قال في "الانتصاف": الفرق بينهما أن [وروده على] (¬3) النسب لا يلاحظ فيه (¬4) حدوث الصفة المشتق منها، بل مقتضاه أنه (¬5) موصوف بها، وأما على (¬6) غير النسب يلاحظ حدوث الفعل وخروج الصفة عليه (¬7).
فإذا قلت: مررت بامرأة حاملة. مررت بها في حال كونها حاملة، فإذا قلت: حامل. بغير هاء كان معناه: مررت (¬8) بامرأة من شأنها أن
¬__________
(¬1) "الكشاف" 3/ 143.
(¬2) زاد بعدها في (ل): على.
(¬3) من "الانتصاف"، وليست في النسخ الخطية.
(¬4) في النسخ الخطية: فيها. والمثبت من "الانتصاف".
(¬5) في النسخ الخطية: مقتضاها أنها. والمثبت من "الانتصاف".
(¬6) من "الانتصاف" وليست من النسخ الخطية.
(¬7) "الانتصاف على حاشية الكشاف" لابن المنير مع "الكشاف" 4/ 173.
(¬8) زيادة من (ل).

الصفحة 624