كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

البخاري: وكان النبي في المسجد وعنده أزواجه فَرُحْنَ، فقال لصفية بنت حيي: "لا تعجلي حتى أنصرف معك" (¬1). واختصاص صفية بذلك لكون مجيئها تأخر عن رفقتها، فأمرها بتأخير التوجه ليحصل لها التساوي في مدة جلوسهن عنده، أو أن بيوت رفقتها كانت أقرب من منزلها فخشي النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها وكان مشغولًا فأمرها بالتأخر ليفرغ من شغله ويشيعها (¬2). وفيه: جواز خروج المعتكف من المسجد للأمور المستحبة والمباحة من تشييع زائره والمشي عليه.
(وكان مسكنها في دار أسامة) [زاد في رواية عبد الرزاق عن معمر وكان مسكنها في حجرة (¬3) أسامة] (¬4) إذ ذاك، ولم يكن له دار مستقلة يسكن فيها صفية وفي قوله: (مسكنها) إضافة بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهن وإن لم يكن ملكًا لهن. (فمر رجلان من الأنصار) ذكر ابن العطار في "شرح العمدة" أنهما أسيد بن حضير وعباد بن بشر (¬5) وفي رواية في الصحيحين (¬6): لقيه رجل. بالإفراد، ووجهه أن أحدهما كان تبعًا للآخر، فحيث أفرد ذكرَ الأصلَ، وحيث ثنى ذكرَ الصورةَ.
(فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا) أي: في المشي، وفي رواية البخاري:
¬__________
(¬1) "صحيح البخاري" (2038).
(¬2) "فتح الباري" لابن حجر 4/ 278.
(¬3) في (ل): دار. والمثبت من "مصنف عبد الرزاق" (8065).
(¬4) زيادة من (ل).
(¬5) انظر: "فتح الباري" لابن حجر 4/ 279.
(¬6) "صحيح البخاري" (2039) من حديث صفية بلفظ: فأبصره رجل، و"صحيح مسلم" (2174) من حديث أنس بلفظ: فمر به رجل.

الصفحة 626