كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

فمر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله (¬1)، (فقال النبي: على رسلكما) بكسر الراء ويجوز فتحها أي: امشيا على هينتكما، (إنها صفية بنت حيي) وفي رواية البخاري: "هذِه صفية" (¬2).
فيه: بيان شفقته -صلى الله عليه وسلم- على أمته وإرشادهم إلى ما يدفع الإثم عنهم. وفيه: التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار.
قال ابن دقيق العيد: وهذا يتأكد في حق العلماء ومن يقتدى به، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلًا يوجب ظن السوء بهم (¬3) وإن كان لهم فيه مخلص؛ لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بهم، ومن ثم قال بعض العلماء: ينبغي للحاكم أن يبين للمحكوم عليه وجه الحكم الذي حكم به عليه إذا كان خافيا نفيا للتهمة (¬4). وفيه: دليل على هجوم خواطر الشيطان على النفس وما كان من ذلك غير مقدور على تركه فلا يؤاخذ به.
(فقال: سبحان الله يا رسول الله! ! ) زاد البخاري: وكَبُرَ عليهما (¬5)، وزاد النسائي (¬6): ذلك. وفي رواية في الأدب (¬7): وكَبُرَ عليهما ما قال.
¬__________
(¬1) "صحيح البخاري" (2035).
(¬2) "صحيح البخاري" (2039).
(¬3) زيادة من (ل).
(¬4) "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" ص 429.
(¬5) "صحيح البخاري" (2035) وهي في "صحيح البخاري" (3101).
(¬6) "سنن النسائي الكبرى" (3342).
(¬7) "صحيح البخاري" (6219).

الصفحة 627