كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

خرّج له مسلم من حديث بشر بن المفضل عنه عن الزهري (¬1)، وكان كثير العلم شاعرًا فصيحًا (¬2).
(عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: السنة على المعتكف) قال شارح "المصابيح": إن كانت أرادت السنة إضافة هذِه الأمور إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قولًا وفعلًا فهي نصوص لا يجوز خلافها، وإن كانت أرادت به الفتوى على معنى ما عقلت من (¬3) السنة فقد خالفها بعض الصحابة في هذِه الأمور، وسيأتي أن غير عبد الرحمن بن إسحاق لا يقول أنها قالت: السُّنَّة. فدل ذلك على احتمال أنها قالته فتوى منها ليس برواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (أن لا يعود مريضًا) إلا في طريقه إذا لم يعرج -كما تقدم- عن الطريق ولم يطل وقوفه فإنه لا يبطل اعتكافه على المشهور، وادعى الإمام إجماع الأصحاب عليه (¬4).
(ولا يشهد جنازة) أي: الصلاة عليها. فيه: دليل لما قاله الجمهور وقطعوا به أن المعتكف لا يجوز له أن يخرج من المسجد لصلاة الجنازة، وبه قال عطاء وعروة ومجاهد والزهري (¬5) ومالك (¬6) وأصحاب الرأي (¬7)، وأصح الروايتين عن
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (2225).
(¬2) زيادة من (ل).
(¬3) في (ر): عن، والمثبت من (ل).
(¬4) قال في "نهاية المطلب" 4/ 100: وقد أجمع أصحابنا على أن الوقفة القريبة لا تؤثر إذا لم تصر العيادة مقصودة.
(¬5) رواه عنهم ابن أبي شيبة في "المصنف" (9736 - 9739).
(¬6) "المدونة" 1/ 293.
(¬7) "الأصل" 2/ 273.

الصفحة 635