كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

أمية) بن عامر الأنصاري الواقفي من بني واقف البدري، كما صح في البخاري مرارًا وكان معه راية قومه يوم الفتح، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك الذي نزل فيهم {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا. . .} (¬1) الآية، وتخلف معه كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع (قذف امرأته عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال أبو الفضل (¬2) بن طاهر: اسم امرأة هلال المقذوفة خولة بنت عاصم لها ذكر وليست لها رواية (¬3) (بشريك بن سحماء) مؤنث الأسحم بالمهملتين وسحماء أمه، سميت بذلك لسوادها، وأما أبوه فهو عبدة بسكون الموحدة بن معتب، وعبدة صحابي أيضًا، قيل: إن عبدة وابنه شريكًا شهدا أحدًا.
(فقال) له (النبي - صلى الله عليه وسلم -: البينة) بالنصب على إضمار فعل، أي: أحضر البينة (أو حدٌّ) بالنصب أيضًا، ويروى بالرفع فيهما مبتدأ وخبر محذوف، أي: عليك الحد (في ظهرك) الرواية هنا بالرفع فيهما، وفي البخاري روايتان كما تقدم.
قال السفاقسي: فيه دليل على أن من قذف امرأته يحد لها حتى يلاعن، وهو مذهب مالك (¬4) والشافعي (¬5)، وقال أبو حنيفة: لا يجب عليه حد وإن لم يلاعن، بل يحبس حتى يلاعن (¬6)، واحتج بحديث
¬__________
(¬1) التوبة: 118.
(¬2) في النسخة الخطية: عبد الله. وهو خطأ.
(¬3) "إيضاح الإشكال" لابن طاهر (202).
(¬4) "المدونة" 2/ 355، 359.
(¬5) "الأم" 5/ 422.
(¬6) "المبسوط" 7/ 42 - 43.

الصفحة 67