للملاعن: قل أشهد بالله إني لمن الصادقين فيما رميت به هذِه من الزنا أربع مرات إلى آخره، ويقول لها في كل مرة: قولي أشهد بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا إلى آخره، ويكفي في التلقين أن يقتصر الأمر بأوله كما في الحديث (فشهد) اختلف فيه: هل هو يمين أو شهادة؟
فذهب أبو حنيفة وصاحباه (¬1) إلى حمله على حقيقته وهو أنه شهادة، فلا يصح عندهم إلا من مسلمين حرين عفيفين لا من كافر ومملوك ومحدود في قذف (¬2)، وذهب الشافعي إلى الأول، وهو الأصح عند أصحابه (¬3)، وبه قال مالك (¬4) والليث وأحمد؛ لقوله في آخر الحديث: "لولا الأيمان لكان لي ولها شأن" (¬5) كما سيأتي. (أربع) منصوب على أنه تابع لمصدر محذوف أي: شهادات أربع (شهادات بالله إنه لمن الصادقين) فيما رميتها به.
(فلما كانت) الشهادة (الخامسة قيل) أي: قال له من استخلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الملاعنة: (يا هلال اتق الله) فيما تقول (فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة) كما قال تعالى: {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ} (¬6) أي: أشد من عذاب الناس (وإن هذِه) الكلمة الخامسة هي (الموجبة التي توجب عليك العذاب) الأليم في الآخرة، فإني أخشى إن لم تكن صادقًا أن تبوء بلعنة
¬__________
(¬1) في النسخة الخطية: وشاهداه. وهو خطأ والمثبت هو الصواب.
(¬2) انظر: "المبسوط" 7/ 43 - 44.
(¬3) "الأم" 5/ 195.
(¬4) انظر: "بداية المجتهد" 3/ 137.
(¬5) "المغني" لابن قدامة 11/ 123.
(¬6) الرعد: 34.