كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 10)

"النهاية" في رواية: "إن جاءت به أصهب" يعني: دون تصغير، والأصهب الذي يعلو لونه صهبة وهي كالشقرة، قاله الخطابي (¬1)، ثم قال: والمعروف أن الصهبة مختصة بالشعر وهي حمرة يعلوها سواد.
قال: وفي الحديث: كان يرمي الجمار (¬2) على ناقة له صهباء (¬3) (أريصح) بضم الهمزة وكسر الصاد بعدها حاء مهملتين تصغير أرصح، وهو الخفيف عجز الأليتين، أبدلت السين منه صادًا.
قال في "النهاية": المعروف في اللغة أن الأرصح والأرسح هو الخفيف لحم الأليتين (¬4)، وقال في الأرسح: هو الذي لا عجز له، أو هي لاصقة بظهره (¬5).
قال: وقال الهروي: الأرصح الناتئ الأليتين (¬6) (أثيبج) بفتح المثلثة والباء الموحدة بعدها جيم تصغير الأثبج وهو الناتئ الثبج ما بين الكاهل ووسط الظهر، وثبج كل شيء وسطه، ومنه حديث: "يركبون ثبج هذا البحر" (¬7)، أي: وسطه، وأصل الكاهل من كاهل الجمل وهو مقدم ظهره الذي يكون عليه الحمل، وكاهل الرجل مقدم أعلى الظهر. واعلم أنه قد جاءت هذِه الصفات الثلاث غير منصرفة، وهي عند النحاة
¬__________
(¬1) "معالم السنن" 3/ 232.
(¬2) "النهاية في غريب الحديث" (صهب)، والحديث رواه النسائي 5/ 270، وابن ماجه (3035)، وأحمد 3/ 413 من حديث قدامة بن عبد الله بن عمار.
(¬3) في النسخة الخطية: الجار. وهو خطأ. والمثبت من المصادر.
(¬4) "النهاية في غريب الحديث" (رصح).
(¬5) "النهاية في غريب الحديث" (رسح).
(¬6) "الغريبين" للهروي: رصح.
(¬7) رواه البخاري في "صحيحه" (2788) من حديث أنس.

الصفحة 84