المازري: هو الأسمر. زاد القرطبي: هو الذي يميل إلى الغبرة (¬1). وأورق غير منصرف للوصف ووزن الفعل، جمعه: ورق، كأحمر وحمر.
(قال: إن فيها لوُرقًا) بضم الواو وسكون الراء جمع أورق (قال: فأنى) بفتح الهمزة وتشديد النون هي التي للاستفهام، أي: من أين (تراه؟ ) بضم المثناة فوق، أي: تظنه أتاه الورقة وبقية إبلك الحمرة (قال: عسى أن يكون نزعه) أي: جذبه إليه (عرق) والمراد بالعرق هنا الأصل من النسب تشبه بعرق الشجرة ومعنى أشبهه واجتذب منه إليه وأظهر لونه عليه.
(قال: وهذا عسى) ورواية البخاري: "لعل" (¬2) وكلاهما بمعنى اليقين والتحقيق كما قاله الداودي دون شك (أن يكون نزعه عرق) وفيه عرض الغامض المشكل على الظاهر البين.
قال ابن دقيق العيد: وفيه أن التعريض اللطيف إذا لم يقصد منه المشاتمة وكان لغير ضرورة أو شكوى أو استفتاء فلا حد فيه (¬3). كما استدل به الشافعي على أنه لا حد في التعريض والكناية كما تقدم، وتعقبه المالكية (¬4) بأن لا حجة فيه؛ لأن الرجل لم يرد قذفًا إنما جاء سائلًا مستخبرًا مستشيرًا، ويدل على ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ضرب لها مثل بالإبل سكت، وعلم أن الحق فيما ضربه له النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ضرب عمر - رضي الله عنه - ثمانين لما قال لرجل: ما أنا بزانٍ ولا أمي زانية (¬5).
¬__________
(¬1) "المفهم" 4/ 308.
(¬2) "صحيح البخاري" (5305).
(¬3) "إحكام الأحكام" 2/ 203.
(¬4) "المدونة" 4/ 494، وانظر: "الذخيرة" 12/ 94.
(¬5) أخرجه عبد الرزاق (13725) عن يحيى بن سعيد مرسلًا، والإمام مالك في =