كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 10)

أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "نزل القرآن على ثلاثة أحرف".
ومن هذا الطّريق رواه البزّار -كشف الأستار (٢٣١٤) -، والطّحاويّ في مشكل الآثار (٣١١٩)، والطبراني في الكبير (٦٨٥٣)، والحاكم (٢/ ٢٢٣).
قال الحاكم: "وقد احتجّ البخاريّ برواية الحسن عن سمرة، واحتجّ مسلمٌ بأحاديث حماد بن سلمة، وهذا حديث صحيح وليس له علّة".
والرّوايات الصّحيحة المتواترة أن القرآن نزل على سبعة أحرف، فرأي الطّحاوي في مشكله أنّ سمرة لعلّه سمع عند ما كان القرآن يقرأ على ثلاثة أحرف لا أكثر منها ثم مضى، ثم جاء الخبر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّ القرآن يقرأ على أكثر من ذلك إلى تتمة سبعة أحرف، فلم يسمع ذلك سمرة، فروى ما سمع.
قلت: بل سمع أيضًا سبعة أحرف كما مضى، ولعلّ هذا الاختلاف يعود إلى بعض الرواة فأخطأوا عليه، ولا يبعد أن يكون هذا الخطأ من حماد بن سلمة، فإنه روى الحديث من ثلاثة أوجه، الوجه الأول هو الصحيح، والوجه الثاني فيه شذوذ، وكذلك الوجه الثالث وهو قوله: عرض القرآن على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثلاث عرضات. رواه البزار (٤٥٦٤) عن محمد بن المثنى، ثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد بن سلمة فذكره.

• عن أبي هريرة قال: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتهم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردُّوه إلى عالمه".
صحيح: رواه أحمد (٧٩٨٩) عن أنس بن عياض، حدثني أبو حازم، عن أبي سلمة، قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه النسائي في فضائل القرآن (١١٨) وابن حبان في صحيحه (٧٤) من هذا الوجه بدون شك.
ورواه أحمد (٨٣٩٠) من وجه آخر عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه عز وجل أنزل القرآن على سبعة أحرف: عليما حكيما، غفورا رحيما".

• عن أبي هريرة قال: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب، ولا ذكر عذاب برحمة".
حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (١/ ٤٠) عن عمرو بن عثمان العثماني، قال: حدّثنا ابن أبي أويس، قال: حدّثنا أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن أبي أويس ومحمد بن عجلان فهما حسنا الحديث.

• عن أبي طلحة قال: قرأ رجل عند عمر، فغيَّرَ عليه، فقال: قرأت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يُغَيِّرْ عليَّ، قال: فاجتمعا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فقرأ الرجل على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-،

الصفحة 15