كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 10)

٥ - باب النهي عن الاختلاف في القرآن
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: سمعت رجلا قرأ آية، وسمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرأ خلافها، فجئت به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخبرته، فعرفت في وجهه الكراهية، وقال: "كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا".
صحيح: رواه البخاري في الأنبياء (٣٤٧٦) وفي الخصومات (٢٤١٠) وفي فضائل القرآن (٥٠٦٢) من طرق عن شعبة، حدثنا عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال بن سبرة الهلالي، عن ابن مسعود، فذكره.
وهذا الرجل يقال: هو أبي بن كعب، وكان الاختلاف في أداء القراءة، وفي هذه الحال كل منهم يستمر على قراءته، ويختلف مع صاحبه ولا ينازعه.

• عن جندب بن عبد اللَّه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه".
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل القرآن (٥٠٦٠، ٥٠٦١) ومسلم في العلم (٢٦٦٧: ٤٠٣) كلاهما من طرق عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد اللَّه البجلي، فذكره.
قوله: "فإذا اختلفتم" أي فهم معانيه، فخذوا ظاهره، واتركوا متشابهه الذي يقتضي المنازعة.

• عن عبد اللَّه بن عمرو قال: هَجَّرتُ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوما، قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يعرف في وجهه الغضب، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب".
صحيح: رواه مسلم في العلم (٢٦٦٦) عن أبي كامل، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أبو عمران الجوني، قال: كتب إليَّ عبد اللَّه بن رباح الأنصاري، أن عبد اللَّه بن عمرو، قال: فذكره.

• عن عبد اللَّه بن عمرو قال: خرج علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مُحْمَرًّا وجهه، ونحن نتمارى في آية من القرآن، فقال: "ما هذا الذي كنتم فيه؟ " قلنا: آية من القرآن تمارينا فيها، قال: "لا تماروا في القرآن، فإن المراء في القرآن كفر".
حسن: رواه الطيالسي في مسنده (٢٤٠٠) والطبراني في الأوسط (٣٩٧٣) كلاهما من طريق فليح بن سليمان، عن سالم أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره. والسياق للطبراني، وسياق الطيالسي مختصر.
وإسناده حسن من أجل فليح بن سليمان، فإنه يُحَسَّن حديثه إذا كان له أصل.

الصفحة 9