كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

{لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (٤٢)}
٣١٠١٢ - عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير -من طريق يحيى بن عَبّاد- في قوله: {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة}، أي: ليكفُرَ مَن كَفَر بعد الحُجَّة؛ لِما رَأى مِن الآيات والعِبَر، ويؤمِنَ مَن آمَن على مثل ذلك (¬١). (٧/ ١٣٧)

٣١٠١٣ - قال عطاء: {لِيَهْلِكَ مَن هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ} عن علم بما وجد فيه من الفجور، {ويَحْيى مَن حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} عن يقين وعلم بأنه لا إله إلا هو (¬٢). (ز)

٣١٠١٤ - قال قتادة بن دعامة: {لِيَهْلِكَ مَن هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ويَحْيى مَن حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}، لِيَضِلَّ من ضل عن بينة، ويهتدي من اهتدى على بينة (¬٣). (ز)

٣١٠١٥ - قال مقاتل بن سليمان: {لِيَهْلِكَ مَن هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ويَحْيى} بالإيمان {مَن حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وإنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} (¬٤). (ز)

٣١٠١٦ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {ليهلك من هلك عن بينة}، أي: ليكفر من بعد الحجة؛ لِما رأى من الآيات والعِبَر، ويؤمن من آمن على مثل ذلك (¬٥) [٢٨٢٥]. (ز)


{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا}

٣١٠١٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {إذ يريكهم الله في منامك قليلا}، قال: أراه الله إيّاهم في منامِه قليلًا، فأخبَر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه
---------------
[٢٨٢٥] علَّق ابن عطية (٤/ ٢٠٢) على قول ابن إسحاق بقوله: «فالحياة والهلاك -على هذا- مستعارتان، والمعنى: أن الله تعالى جعل قصة بدر عِبْرَة وآية؛ ليؤمن من آمن عن وضوح وبيان، ويكفر أيضًا من كفر عن مثل ذلك».
وكذا علَّق عليه ابن كثير (٧/ ٩٣) بقوله: «وهذا تفسير جيد».
_________
(¬١) أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/ ٦٧٢ - ، وابن أبي حاتم ٥/ ١٧٠٨.
(¬٢) تفسير الثعلبي ٤/ ٣٦٢.
(¬٣) تفسير الثعلبي ٤/ ٣٦٢، وتفسير البغوي ٣/ ٣٦٣.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١١٦ - ١١٧.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١١/ ٢٠٧.

الصفحة 104