كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

٣٣١١٣ - عن هارون بن رِئاب، عن عبد الله بن عمرو بن وائل أنّه لَمّا حضرته الوفاةُ قال: إنّ فلانًا خطب إلَيَّ ابنتي، وإنِّي كنتُ قلتُ له فيها قولًا شبيهًا بالعِدَة، واللهِ، لا ألقى اللهَ بثُلُث النفاق، وأُشْهِدُكم أنِّي قد زَوَّجْتُه (¬١). (ز)


{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٧٨)}
٣٣١١٤ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- {يعلم السر} [طه: ٧]، قال: يعلم ما هو أخفى مِن السِّرِّ مِمّا لم يعمله وهو عامِلُه (¬٢). (ز)

٣٣١١٥ - قال مقاتل بن سليمان: {ألَمْ يَعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ ونَجْواهُمْ} يعني: الذي أجمعوا عليه مِن قتل النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، {وأَنَّ اللَّهَ عَلّامُ الغُيُوبِ} (¬٣). (ز)


{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٩)}
نزول الآية:
٣٣١١٦ - عن أبي مسعود، قال: لَمّا نزلتْ آيةُ الصدقةِ كُنّا نَتَحامَلُ (¬٤) على ظُهورنا، فجاء رجلٌ فتصدَّق بشيءٍ كثير، فقالوا: مُرائي. وجاء أبو عَقِيلٍ بنصف صاع، فقال المنافقون: إنّ الله لَغَنِيٌّ عن صدقة هذا. فنزلت: {الذين يلمزُون المطَّوعين من المؤمنين في الصدقاتِ والَّذين لا يجدونَ إلا جُهْدهم} الآية (¬٥). (٧/ ٤٦٠)

٣٣١١٧ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تصدَّقوا؛ فإنِّي أُريدُ أن أبْعَثَ بَعْثًا». فجاء عبدُ الرحمن، فقال: يا رسول الله، عندي أربعةُ آلافٍ، ألْفَين أُقْرِضُهما ربي، وألفين لعيالي. فقال: «بارك اللهُ لك فيما أعطيتَ، وبارك لك فيما أمسكتَ». وجاء رجلٌ مِن الأنصار، فقال: يا رسول اللهِ، إنِّي بِتُّ أجُرُّ الجَريرَ (¬٦)، فأَصَبْتُ
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ١١/ ٥٨٦.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٤٩.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٨٥.
(¬٤) أي: نحمل لمن يحمل لنا. النهاية (حمل).
(¬٥) أخرجه البخاري ٢/ ١٠٩ (١٤١٥)، ٦/ ٦٧ (٤٦٦٨)، ومسلم ٢/ ٧٠٦ (١٠١٨)، وابن جرير ١١/ ٥٩٣، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٥٠ (١٠٥٠٥) جميعهم بنحوه.
(¬٦) أجُرُّ الجَريرَ: يريد أنه كان يستقى الماء بالحبل. والجَرِير: حَبْل من أدَمٍ نحو الزِّمام، ويطلق على غيره من الحبال المضفورة. النهاية (جرر).

الصفحة 544