كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

تفسير الآية:

{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ}
٣٣١٦٥ - عن الضحاك بن مُزاحِم، في الآية، قال: يعني: المُتَخَلِّفون؛ بأن قَعَدوا خِلافَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬١). (٧/ ٤٧٢)

٣٣١٦٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {فرح المُخَلَّفُون بمقعدهم خلافَ رسول اللهِ}، قال: عن غزوة تبُوك (¬٢) [٣٠١٢]. (٧/ ٤٧١)
٣٣١٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: {فَرِحَ المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ} عن غزاة تبوك {خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ} وهم بِضْعٌ وثمانون رجلًا، منهم مَنِ اعْتَلَّ بالعُسْرة وبغير ذلك (¬٣). (ز)
---------------
[٣٠١٢] رجَّح ابنُ جرير (١١/ ٦٠٢) مستندًا إلى القراءات أنّ قوله: {خلاف} مصدر خالَف يُخالِف، فقال: «قوله: {خلاف} مصدرٌ مِن قول القائل: خالف فلانٌ فلانًا فهو يُخالِفه خلافًا، فلذلك جاء مصدره على تقدير: فِعال، كما يُقال: قاتلَه فهو يقاتله قِتالًا، ولو كان مصدرًا مِن خلَفه، لكانت القراءة: بمقعدهم خلْف رسول الله. لأن مصدر خلَفه: خلْف، لا خِلاف، ولكنَّه على ما بيَّنت مِن أنه مصدر: خالف، فقرئ: {خلاف رسول الله}، وهي القراءة التي عليها قراءة الأمصار، وهي الصواب عندنا».
ثم ساق قولَ مَن قال بمعنى: بعد رسول الله. وبيَّن (١١/ ٦٠٣) أنّه قريب مِمّا ذُكِر، فقال: «وذلك قريبٌ لمعنى ما قلنا؛ لأنهم قعدوا بعده، على الخلاف له».
وذكر ابنُ عطية (٤/ ٣٧٥) أنّ قوله: {خلاف} على ما رجَّح ابنُ جرير هي مفعول له، والمعنى: فرِح المخلفون بمقعدهم لخلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو مصدر. وبيَّنَ أنّ نصبه على القول بمعنى: بعد رسول الله، كأنّه على الظرف. ثم قال (٤/ ٣٧٦ بتصرف): «ويُقَوِّي قولَ الطبري ما تظاهرت به الروايات مِن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرهم بالنفر، فعصوا وخالفوا، وقعدوا مستأذنين».
_________
(¬١) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٨٤، وابن جرير ١١/ ٦٠٤، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٥٤ من طريق سعيد بن أبي عروبة بلفظ: أظنها في غزوة تبوك. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٨٧.

الصفحة 559